المنامة من مهدي ربيع: لم تنته بعد فصول الاحتجاجات على مسرحية "حب في الفلوجة" التي ينتظر عرضها خلال عيد الأضحى, على رغم تغيير تسميتها إلى "حب في العراق", وأصبح وضع المسرحية مماثلاً لبرنامج "الأخ الأكبر" الذي بثته قناة "ام بي سي" السنة الماضية, ثم انسحبت من البحرين تحت ضغط احتجاجات اجتماعية قادها التيار الديني السني. بيد ان عضو الهيئة الاستشارية لجمعية المحرق الأهلية عبدالله هاشم رجّح حصول احتجاجات مماثلة لتلك التي حصلت ضد "الأخ الأكبر", إذا أظهرت المسرحية حواراً أو حتى إيماءة تسيء إلى مدينة الفلوجة وتعتبر المقاومة فيها "إرهابا".
وكانت المسرحية محل اعتراضات الإسلاميين في الكويت, وأضطر منتجها إلى تغيير اسمها من "كويتي في الفلوجة" إلى "حب في الفلوجة", غير ان العنوان الأخير واجه اعتراضات أيضاً في المنامة قبل بدء عرض المسرحية بداية الأسبوع الرابع من هذا الشهر.
وتتحدث المسرحية عن شاب كويتي يسافر إلى الفلوجة بهدف الزواج من بنت خالته العراقية لكن ابن عمها يختطف الكويتي ليؤكد حقه في الزواج منها طبقاً للعادات القبلية.
وقال هاشم إن "جمعية المحرق الأهلية" التي كانت أول من بادر إلى الاحتجاج على برنامج "الأخ الأكبر", تلقت اتصالات واحتجاجات من شخصيات دينية ومواطنين تطالب بـ"اتخاذ موقف مناهض يمنع الإساءة إلى أعمال الجهاد والمقاومة في الفلوجة", مشيراً إلى ان اجتماعاً عقد في مقر الجمعية حضرته قيادات منها وعدد من الشخصيات الدينية والمهتمة بالشأن العام, حيث أبدى الجميع خشيته من المساس بالوضع في الفلوجة أو "الاستهزاء" بعناصر المقاومة فيها, وجرى نقل هذا الموقف إلى متعهد المسرحية محمد العليوي الذي وعد باجتماع يطلع فيه الرافضين والمعترضين على شريط خاص بالمسرحية.
وأبدى هاشم, وهو رئيس جمعية "التجمع الوطني الديموقراطي", اعتراضه على تضمين أعمال المقاومة "نشاطات هزلية" تلحق ضرراً أخلاقياً بالمقاومة, وحذّر من أن أي إشارة أو إيماءة أو حوار يسيء إلى المقاومة في الفلوجة ويعتبرها إرهاباً "سيواجه باحتجاج شعبي واسع مماثل لما بادرت إليه الجمعية ضد برنامج الأخ الأكبر".
من جانبه, كشف النائب الشيخ محمد خالد (إخوان مسلمون), وكان أحد المتصدين الرئيسيين لبرنامج الأخ الأكبر(, انه اتفق مع المتعهد على تغيير اسم المسرحية إلى "حب في العراق", مؤكداً أنه "لو كانت "حب في كربلاء أو النجف" لكنت اعترضت ايضاً".
وقال لـ"الحياة": "ليس لدي اعتراض على المضمون, لكن الفلوجة مدينة المساجد, وسطرت الكثير من البطولات, فمن باب أولى أن لا نخذل أهلها, ونزج باسمها في عنوان مسرحية عن الحب". وذكر ان وزارة الإعلام أكدت له ان المسرحية لا تتضمن ما يسيء إلى الفلوجة أو يمس مشاعر العراقيين, وتعهدت بحذف أي مشاهد تشير إلى ذلك.
وحمل عضو المجلس البلدي صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس على المسرحية, وقال ان "الحب لله وفي الله", في إشارة الى عنوانها, وشدّد على ان الفلوجة تمر بمحنة تستوجب المساندة وليس إطلاق مسرحية ساخرة تتحدث عن الحب. وتحفظ عن تغيير اسمها إلى "حب في العراق", وتساءل: "لماذا لا تكون الصمود أو المقاومة في العراق؟".
وقال الجودر لـ"الحياة": "اننا نعمل على تأييد المجلس البلدي في محافظة المحرق لمنع الترخيص بوضع أي إعلانات عن المسرحية".