سراييفو من عبد الباقي خليفة: كشف ضابط استخبارات بوسني النقاب عن شبكة من الجواسيس العرب تعمل لصالح الاستخبارات البوسنية المتعددة العرقيات والكرواتية والموساد الاسرائيلي. وقال ضابط الاستخبارات البوسني في تصريحات نشرتها مجلة «الصف» الاسبوعية البوسنية إن الاستخبارات البوسنية تعمل بدورها لصالح عدد من الاستخبارات الدولية وتتعاون معها في مجال جمع المعلومات عن العرب المقيمين في البوسنة وخصوصا العاملين مع المؤسسات الاغاثية والمراكز الاسلامية. ومن الاسماء التي تم نقل معلومات عنها شخصيات سعودية وعدد كبير من العاملين العرب من مختلف الجنسيات ومن بينهم «ز. ب» من الجزائر الذي كان يعمل مع مؤسسة طيبة الخيرية، و«س. م» من مصر وهو مدير الهلال الاحمر، و«د. ه» وهو طبيب من السودان، و«ج. م» وهو مهندس من العراق مهندس، و«م. ي» وهو طبيب من سورية وكان يعمل في مؤسسة طيبة الخيرية وجميعهم متهمون بالانتماء لحركة الاخوان المسلمين العالمية وبامكانية أن تكون لهم علاقة مع تنظيمات ارهابية في العالم، أو جمعيات نشر الاسلام (الدعوة). وقال ضابط الاستخبارات البوسني إن الاجهزة الأمنية لديها العديد من الصور عن هؤلاء الاشخاص وغيرهم سواء طلبت من عملائها القيام بذلك لقربهم وعلاقتهم الحميمة مع هؤلاء الاشخاص أو قامت هي بتصويرهم بطرقها الخاصة ووضعت هواتفهم الجوالة وهواتف منازلهم تحت المراقبة. وتحدث ضابط الاستخبارات البوسني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عن تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص المراقبين، بما في ذلك محتويات أكياس القمامة التي يلقون بها في المزابل، فضلا عن مشروباتهم المفضلة وجلسائهم العاديين و الطارئين. وقد أعطت الاستخبارات البوسنية لكل فرد من المراقبين اسما مستعارا مثل «داسكا» لـ«د.ه » و«مراتون » لـ«ج.ج»، و أسماء أخرى للعرب الذين درسوا في يوغوسلافيا السابقة ومحسوبون على تيار الاخوان المسلمين أو مقربين منه. وقال ضابط الاستخبارات البوسني إن «جميع العرب في البوسنة على قائمة المراقبين ولا سيما الذين يتصلون بالعاملين في المؤسسات الاغاثية والمراكز الاسلامية لأي غرض كان بمن في ذلك الصحافيون والمراسلون الاجانب». وذكر عددا من الاسماء العاملة في المجال الاعلامي، ومن بينهم مراسل احدى القنوات الفضائية المعروفة اضافة الى «ج. م» الأردني الجنسية من أصل فلسطيني و «م.ف» وهو مدير مؤسسة إغاثية وسوري الجنسية و«ف. ز» وهو مصري الجنسية ومدير دار الامل بضاحية اليجا القريبة من سراييفو. كما كشف ضابط الاستخبارات البوسني عن أسماء المتعاونين مع أجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية ومنهم محمد ابراهيم النجمي المولود في 24 يوليو (تموز) 1956 بمصر وكان قد عمل في زغرب في مؤسسة الابراهيم كما عمل في عدة مؤسسات إغاثية أخرى. وزعم الضابط ان النجمي بدأ العمل مع الاستخبارات في 8 مايو (أيار) 2003 وقام بتسليم معلومات و صور كثيرة عما يعتقد أنهم من الاخوان المسلمين أو يحملون أفكارهم وقد أعطي له لقب مونار. ويذكر ايضا رشيد شتا، ويلقب بـ «بيبر» و«يمن» و«سيينا» ويعرف لدى العرب باسم (رجب اللبناني) وقد ولد في لبنان حيث أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي ورحل بعدها للولايات المتحدة الأميركية حيث سجل في معهد للمعلوماتية وهناك تعرف على العديد من الاشخاص العاملين في المجال الاغاثي ولا سيما مؤسسة البر التي كان يرأسها إنعام الارناؤوط المسجون حاليا في شيغاغو، وقد جاء للبوسنة في نهاية التسعينات للعمل مع الارناؤوط و في سنة 2000 أسس مؤسسة «شتا» لبيع أجهزة الكومبيوتر المستعملة. وكانت له علاقة قوية مع المركز الاسلامي والمؤسسات الخيرية السعودية في سراييفو حيث نقل على أقراص «سي دي» أكثر من 100 الف وثيقة حول العمليات البنكية والانفاق وسلم جميع تلك الوثائق للاستخبارات الدولية، على حد زعم الضابط البوسني. وهناك ايضا الدكتور روبين، واسمه الحقيقي عاطف أبو ماجد، وهو سوري الجنسية وكان مكلفا مراقبة أبو صهيب عبد الرحمن شفيع مدير أحد المؤسسات الخيرية السعودية. وزعم الضابط البوسني أن ابو ماجد يعمل أيضا مع الموساد. تجدر الاشارة إلى أن الاشخاص المبلغ عنهم كانوا يقربون المبلغين عنهم لما يتمتع به الاخيرون من حذلقة ومبالغة في التودد إليهم وخدمتهم، وكانت أصابع الاتهام موجهة لجهات أخرى بريئة.