لاملهوم (إندونيسيا) من جين بيرليز: تحت أشجار جوز الهند، دفن بصري أحمد ابنه البالغ من العمر 19 سنة أول من أمس، وهو ليس من بين ضحايا التسونامي ولكن من ضحايا الحرب التي سيطرت على مساحات كبيرة من إقليم آتشيه منذ فترة طويلة. وقال بصري معلقا على موت ابنه اندريانسياه «هذا سوء فهم»، وهو واحد من سبعة رجال قتلوا يوم الخميس على يد الجنود. وأضاف انه «ينوي طلب توضيح من الجيش». ولكن في الوقت الذي أعلن فيه القائد العسكري لإقليم اتشيه البريجادير جنرال اندانغ سواريا انه سيحقق في الأمر، كانت لديه أيضا إجابة جاهزة لعمليات القتل، فالبرغم من الدمار لا تزال آتشيه في حالة حرب». وتجدر الإشارة إلى أن عمليات القتل هذه هي الصفة المميزة لنزاع طويل في آتشيه، ولكنها لم تحظ، في العامين الماضيين، بالاهتمام الإعلامي، لأن السلطات عزلت الإقليم واستمرت في حملتها للقضاء على حركة التمرد، التي تسعى لاستقلال الإقليم. والآن وفي أعقاب الكارثة، يتزايد القلق من أن وقوع صدامات جديدة سيؤدي إلى عرقلة جهود المساعدات، وأن المعارك ستتزايد مع استغلال الجيش للكارثة لدعم سيطرته على المنطقة.
وقد كشفت عملية القتل أن الجيش الاندونيسي مستمر في دورياته في إقليم قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص في نزاع مستمر منذ أكثر من 25 سنة. وفي الوقت الذي أكد فيه أبوه وأمه أن اندريانسياه ليس عضوا في حركة التمرد، فإن التوتر المنتشر في آتشيه واضح بالرغم من توقعات المراقبين أن تؤدي الكارثة إلى حدوث تقارب بين الطرفين. وقال ماريانا والدة اندريانسياه «الجيش الإندونيسي يقتل الناس ببساطة.. ومن المفروض أن يسألوا الناس أولا». وبالرغم من أن وجود 40 ألف جندي حكومي في آتشيه يشاركون في عمليات الإنقاذ منذ وقوع الكارثة في 26 من الشهر الماضي، فإن الجيش لا يتمتع بشعبية في معظم أنحاء هذه القرية الواقعة على بعد 25 ميلا جنوب غرب العاصمة الإقليمية باندا آتشيه. وقد نجت لاملهوم من الكارثة وتحولت إلى نقطة تجمع للاجئين. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل وقوع التسونامي، حظرت الحكومة على جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والصحافيين والأجانب دخول آتشيه، إلا أن الكارثة ألغت، في أيام، ما لم تتمكن سنوات الحرب من تغييره. ففي السنوات القليلة الماضية، أضعف الجيش قوات المتمردين، وطاردهم في الجبال وحطم شبكة الاستخبارات الخاصة بهم، وسجن العديد من المتمردين عندما فرضت الأحكام العرفية قبل عامين.