جدة من عاصم الغامدي: ضبطت إدارة الجوازات بمركز الشميسي أمس عددا من الرجال المقيمين متنكرين في ملابس نسائية للتسلل إلى العاصمة المقدسة لأداء مناسك الحج. وذكر مدير المركز الرائد خالد رداد الحارثي أن هذه الحالات تحدث يوميا، ويتم كشفها بفراسة رجل الجوازات عند اشتباهه في سيارة ما. وأضاف أنه تتم منذ العام الماضي الاستعانة بمفتشات من النساء الأمر الذي ساهم في درء الكثير من المشاكل التي تواجه رجال الجوازات مع بعض المواطنين السعوديين، الذين لم يعتادوا على طلب هويات النساء، ويعترضون على تفتيش عائلاتهم.
وشهدت "الوطن" عملية ميدانية للجوازات أسفرت عن ضبط سيارة "فان" كبيرة تستخدم في تهريب من يريدون الحج بدون تصاريح من المقيمين عن طريق ارتدائهم ملابس نسائية.
وفي أحد خطوط السير، تم إيقاف إحدى السيارات من نوع "فان" تستخدم من قبل العائلات السعودية بشكل كبير وما أن تم إيقاف السائق حتى قام بإبراز رخصة القيادة والاستمارة. ولدى سؤال ضابط الجوازات عن عدد النساء المرافقات له، قال السائق إن معه 7 نساء من أفراد أسرته فطلب منه الرائد الحارثي إبراز بطاقة العائلة فأكد أن أفراد الأسرة المرافقين له لا يحملون بطاقات أحوال، الأمر الذي جعل مدير المركز يطلب من السائق التوجه بالسيارة إلى القسم النسائي حتى تقوم مفتشة الجوازات بالتأكد من هوية النساء المرافقات، فبدت مظاهر الارتباك على وجه قائد السيارة وهو سعودي يعمل في أحد القطاعات الهامة, وما أن أوقف السيارة أمام المكتب النسائي حتى انتحى بالرائد جانبا، وأخبره أن من في السيارة ليسوا أسرته بل نساء إندونيسيات يقوم بنقلهن إلى مكة المكرمة مقابل 50 ريالا للواحدة، وهو ما ثبت عدم صحته فيما بعد حين انطلقت صرخات مفتشات الجوازات بالداخل عندما اكتشفن أن بين النساء رجلا في ملابس نسائية، حاول التسلل إلى منطقة المشاعر لأداء فريضة الحج.
وعقب هذه الحادثة بعدة ساعات تم ضبط سيارة أخرى بها 4 رجال يرتدون الزي النسائي. كما تم ضبط نفس الحالة وهي منتشرة بين أبناء الجالية الإندونيسية بالذات.
وأوضح الرائد الحارثي أن رجال الجوازات يضبطون يوميا ما لا يقل عن 5 حالات وأن 90% من السائقين من السعوديين، مشيرا إلى أن العملية مربحة لضعاف النفوس.
وأضاف أنه منذ عدة أيام تم ضبط إحدى السيارات الدبلوماسية تزاول نفس النشاط وتم الاتصال بالقنصلية التابعة لها السيارة، وحضر نائب القنصل واصطحب الدبلوماسي المخالف بعد أن أبرز هويته الدبلوماسية.
وأشار الحازمي إلى أن أسعار تهريب الحجاج بلا تصاريح ترتفع قبل الموسم بأيام حيث يعمد الكثير من مخالفي أنظمة الإقامة للبقاء في جدة لارتفاع تكاليف السكن في مكة ثم يتوجهون للمشاعر المقدسة في اللحظات الأخيرة مستغلين الازدحام على مسارات الطريق للمرور، وهم عادة يتجهون إلى مشعر منى مباشرة.
كما أن هناك فئات تتسلل عن طريق البر حيث تتوقف السيارات المقلة لهم قبل مركز التفتيش بأمتار معدودة، ويسيرون على الأقدام إلى ما بعد نقطة التفتيش فيما يقوم السائق باللحاق بهم بعد تجاوزه لمركز التفتيش.
ويؤكد الرائد الحازمي أن أكثر المناطق التي يتسلل منها المخالفون هي السيل والتنعيم مع ملاحظة الفارق بين مخالفي أنظمة الإقامة ومن لا يحمل تصاريح حج إذ إن من لا يحمل تصريح حج يحضر إلى المركز وعند إعادته يعمد إلى الدخول سيرا على الأقدام, مشيرا إلى أن مركز الشميسي يضم 3 فرق تعمل على مدار الساعة.
أما أكثر الجنسيات التي تقوم بالتسلل فهم الأفارقة والإندونيسيون. وتتنوع المخالفات التي يتم ضبطها بين مخالفي أنظمة الإقامة أو حاملي الهويات المزورة أو مطلوبين أمنيا.