دمشق ـ "المستقبل": وليد المعلم الذي اصدر الرئيس بشار الاسد مرسوما اول من امس بتسميته نائبا لوزير الخارجية بعد ان شغل لسنوات منصب معاون وزير الخارجية هو واحد من اقدم وأبرز العاملين في الخارجية السورية وتولى مهام عديدة حساسة على مدى الثلاثين سنة الماضية قبل وخلال وبعد عمله كسفير لسوريا في رومانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
والسفير المعلم ظل لسنوات ـ وان متقطعة وعلى فترات ليست متصلة ـ على اطلاع وصلة بملف العلاقات السورية اللبنانية بحكم موقعه مديرا لمكتب الوزير فاروق الشرع لسنوات وخلال عمله في لندن وواشنطن، وهو شارك عن قرب وعلى نحو وثيق في الاتصالات الخاصة بالوضع اللبناني وخاصة في اواخر عهد الرئيس امين الجميل وتولى آنذاك مهمة معالجة الخلل الذي ساد علاقات دمشق مع الجميل وهي المهمة التي تولاها من الجانب اللبناني في حينه وزير الخارجية ايلي سالم ورئيس جهاز المخابرات سيمون قسيس.
وتولى المعلم طيلة فترة التسعينات متابعة المفاوضات السلمية السورية الاسرائيلية التي انطلقت من مؤتمر السلام بمدريد، وشارك في كل جولات التفاوض الـ 15 في واشنطن وشيبردز تاون وواي ريفر، وتولى خلال تلك الفترة التنسيق مع المسار التفاوضي اللبناني الذي كان يتولى رئاسته السفير سهيل شماس. ويرتبط المعلم بعلاقات صداقة ومودة مع العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية البارزة ومع العديد من رجالات الديبلوماسية اللبنانية وهو رافق الوزير الشرع في حضور معظم الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تنعقد في ايلول من كل سنة.
والمعلم الى جانب ذلك مؤلف لعدد من الكتب السياسية المهمة ابرزها كتابه عن تاريخ سوريا الذي صدر بجزأين، كما انه عضو عامل في حزب البعث العربي الاشتراكي وينتمي الى اسرة دمشقية معروفة، ويطلق عليه المراقبون المتابعون لنشاطات الخارجية السورية لقب "ابو الهول" لما عرف عنه من عزوف عن التصريحات والظهور الاعلامي بالرغم من احتفاظه بصداقات وطيدة مع العديد من الاعلاميين العرب البارزين.
ويعتبر المراقبون المهمة الجديدة التي انيطت بالمعلم في لبنان مدعاة تفاؤل بتعامل سوري ـ لبناني اكثر حميمية واخوة وموضوعية في التشاور والتنسيق والعمل المشترك.