تحقيق: سحر صلاح الدين : ماذا ستفعل القنوات الفضائية السينمائية علي كثرتها بعد ان ينفد ما لديها من أفلام.. كررت اذاعتها ليلا ونهارا حتي ضاق بها الجمهور وحفظها عن ظهر قلب! و"الكارثة" التي نحذر منها هنا وتتناولها الصحف العربية لأول مرة ان الانتاج الذي تسعي القنوات اليه في أغلبه.. له مواصفات خاصة تعود بنا مرة أخري الي زمن أفلام المقاولات.. وبذلك يتم اغتيال السينما المصرية عن طريق القنوات الفضائية: فماذا يقول أصحاب الشأن؟
في البداية يقول علي أبو شادي.. رئيس المركز القومي للسينما: عندما ظهرت القنوات المتخصصة وبدأت في عرض الأفلام العربية توقعنا انتعاشا كبيرا لصناعة السينما ولكن للأسف اقتصرت علي تقديم الأفلام فقط ولم تشارك في انتاج أفلام جديدة وهذا معناه ان هذه القنوات ستقع في مأزق كبير وهو التكرار ولن يحدث اي تميز أو انفراد وبالتالي سينصرف المشاهد العربي عن متابعتها بعد ان يشاهد الفيلم الواحد ثلاث مرات وأكثر في اليوم الواحد.. هنا وهناك وبالتالي لابد ان تقتحم هذه القنوات مجال الانتاج فاذا كان لدينا خمس قنوات وانتجت كل واحدة 6 أفلام أصبح لدينا 30 فيلما جديدا كل عام وهذا معناه زيادة رصيد السينما وسيسهم ذلك في دفع عجلة الانتاج لاسيما اذا قررت هذه القنوات تبادل الأفلام مع بعضها البعض ولم تتمسك بالعرض الحصري.
قال انه لا يمكن الجزم بأن زيادة كمية الأفلام في حالة توجه هذه الفضائيات الي الانتاج سيؤثر علي جودتها لأن الجودة غير متعلقة بالكم.. لكن المهم دوران عجلة القنوات الفضائية والمعامل ودور السينما وكل ذلك في مصلحة المشاهد العربي وفي مصلحة صناعة السينما.
أما بالنسبة لاتجاه بعض تلك القنوات لشراء النيجاتيف الخاص ببعض الأفلام في الفترة الأخيرة فهو أمر واقع وحدث بالفعل ولا نستطيع فعل أي شيء حياله لأنه ملك للحق الحصري ولا يستطيع أحد التحكم فيه لكن في الفترة المقبلة سنحاول جديا بحث امكانية عمل نيجاتيف بديل لكل هذه الأفلام لضمان عدم ضياع أو تلف هذه الأفلام.
تشجيع الصناعة
* ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما يوضح: وجود قنوات للسينما شيء جيد ويشجع الصناعة لكن ان يدخلوا للانتاج سيساهم في هبوط تلك الصناعة لأنهم غير عارفين بها ويستعينون بعناصر مبتدئة في الانتاج بلا وعي أو ثقافة تريد ان تنتج بأقل الأسعار لانها تنتج أفلامها دون المستوي ويأتون بنجوم درجة عاشرة لأنهم يريدون العمل بأقل التكاليف وبالتالي سيكون انتاجهم رديئاً والأفضل لهذه القنوات ان تشتري أعمالا من شركات الانتاج المحترمة ذات الانتاج الكبير.
التجارب السابقة لبعض هذه القنوات أثبتت انها دون المستوي وكانت فاشلة جدا وأساءت الي مستوي صناعة الفيلم المصري ولذلك نطالب الغرفة ان تتصدي لها.
زيادة المنافسة
* هالة سرحان المدير الاقليمي لقناة روتانا تقول: نحن لا نكتفي بعرض الأفلام فقط رغم ان لدينا 2000 فيلم عربي جديد وقديم الا ان الانتاج هو امتداد لبقاء الفن السينمائي واستمراره وأتمني أن نساهم في عودة السينما الي عصرها الذهبي ومن مصلحتنا زيادة المنافسة في السوق وبالتالي سوف نتعاون مع كثير من الأجهزة الانتاجية والقنوات ولدينا خطة طويلة المدي وسوف يظهر انتاجنا خلال عامين لنقدم أفلاما مصرية مائة بالمائة لأننا قناة عربية تبث من مصر وتخاطب المواطن العربي في كل مكان بدون تشفير ونحن نعي جيدا ان الاعلام والفن أقوي من الدور السياسي للجامعة العربية وليس معني ذلك تجاهل السينما العربية علي شاشتنا.
أيضا حاكمونا اذا قدمنا أفلاما دون المستوي لأننا نحترم المشاهد ولن نقدم له إلا كل ما يضيف للصناعة السينمائية من أفلام كثيرة هادفة ولا تصدقوا أي منتج أو فنان يقول انه يقدم فيلما قليل التكاليف معنا لأننا لسنا في حاجة الي هؤلاء نحن قناة لا تبخل بأي شيء ويشهد علي ذلك ما قمنا به من تجديد وترميم لأفلام كلفتنا الكثير كانت في حالة سيئة جدا كادت أن تصبح ترابا وكان من واجبنا القومي تجاه السينما المصرية أن نحفظ هذه الأفلام التي كانت عند أطراف مختلفة وكان أحدهم يحتفظ بها تحت سريره.
وبفضل الأجهزة الحديثة تمكنا من خلالها من ترميم وتحسين ألوان الفيلم ليصبح أفضل مما كان وتم بعد ذلك حفظه في ذاكرة الكترونية ثم تمت عملية أرشفة هذا المشروع انفقنا عليها عشرة ملايين دولار ذلك من حرصنا علي هذه الثروة السينمائية وهذا هو حجر الأساس عندنا.
توضح سهير شلبي رئيس قناة النيل للدراما: بالنسبة لقناة الدراما لديها حصيلة هائلة وكل شهر نقدم 90 فيلما بمعدل ثلاثة يوميا وجهاز السينما ينتج أفلاما علي مستوي عال جدا يدعمنا بها ونطالبه ان يقدم أعمالا أكثر أما القنوات الفضائية السينمائية فأنا لا أستطيع أن أحكم علي سياستهم والأيام القادمة ستظهر مستوي ما يقدمونه من أعمال نتمني ان تكون علي مستوي عال لأننا في حاجة الي منافسة قوية.
* تقول نانسي يوسف مدير قناة A.R.T للأفلام: نحن نمتلك أكثر من قناة سينمائية وانتاجنا مشرف جدا وأتحدي ان يقول أحد غير ذلك وكلها أعمال كبيرة وتلك هي سياستنا سواء للانتاج التليفزيوني أو السينمائي أو حتي في انتاج البرامج.. ويشهد علي ذلك اننا من أعلي نسب المشاهدة بالنسبة للمواطن المصري.. والفنانة صفاء أبو السعود المسئولة الأولي عن القنوات تراعي ذلك دائما.
* فاروق صبري نائب رئيس غرفة صناعة السينما يقول: للأسف نحن لا نملك حق التدخل في العملية الابداعية ولكن نناشد المنتجين والقائمين علي هذه القنوات البعد عن الأفلام الرخيصة التي تنفذ دون دعاية أو اهتمام بمستوي ما يقدمونه ويكون الهدف هو الربح السريع لأن هذه النوعية سوف تقضي علي سمعة صناعة السينما المصرية خاصة أن بعض من ينتجون هذه الأفلام من أعضاء الغرفة وللأسف سوف تعود السينما من خلالهم الي أفلام المقاولات التي عانينا منها كثيرا.