عن أية سياحة تتحدثون؟ نشاط اقتصادي كالسياحة بحاجة الى وجود تصور شامل تجاهه عند اصحاب القرار، ومن ثم التصميم على تنفيذه، ثم القدرة على تنفيذه بالرغم من وجود معارضة له، فالاعتراض مسألة طبيعية، ولا يتوقع أي منا انه حين يحدد اتجاهه سيجد الكل سائرين خلفه دون اعتراض. مشكلتنا مع السياحة ان اصحاب القرار حين يتحدثون عنها يظلون يراوحون عند التفاصيل و يتركون العناوين، لان العناوين - باختصار - صعبة كحديث واصعب كتنفيذ، اما التفاصيل فبالامكان اضاعة الوقت فيها. العناوين السياحية الكبيرة التي نقصدها مبنية على خطة زمنية محددة للبنية الاساسية السياحية موجودة في ذهنية المسئولين عن الاقتصاد بشكل عام والسياحة بشكل خاص، وتشمل تخصيص اراض استثمارية وتجهيزها واعداد مستلزماتها، تحتاج محطات كهرباء جديدة ومحطات تحلية جديدة ومحطات معالجة مياه جديدة وشبكة صرف صحي وشبكة طرق جديدة تعالج هذا الزحام، اي تخطيط سليم لتلك الاراض يضع في اعتباره التوسعات المستقبلية، ومن ثم يحتاج لضمانات تشريعية وضمانات سياسية تريح بال المستثمر ولا تشعره بانه امام (شفاطات) استغلال، كل يريد حصته ليلتهمها و يترك له الفتات! وقبل هذا يحتاج لقرار سياسي عال يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار دون مراعاة لفلان او علان، وان ما يقف في طريق تلك المصلحة و تلك المشاريع يجب ان يتنحى جانبا، سواء كان ذلك العائق شخص ام ممتلكات خاصة اصبحت خاصة بوضع اليد! حينها تستطيع ان تضمن بان مشاريع فنادق ومشاريع حدائق ومشاريع منتزهات ومشاريع عقارات ومشاريع متعهدي حفلات ومشاريع لكرنفالات ومهرجانات وغيرها من مشاريع الاستقطاب السياحي - فهذه كلها تفاصيل- ستاتي تلقائيا، بعد ان تكون العناوين الكبيرة جاهزة ومعدة، حينها فقط يعرف راس المال ان هناك جدية في التوجه السياحي او تنشيط الاقتصاد بشكل عام. دعوا عنكم الشكوى من الصحافة ومن النواب تلك الاسطوانة المشروخة والشماعة التي تلقونها لتغطية ترددكم و لتغطية الاسباب الحقيقية وراء هروب رؤوس الاموال. ما الذي يغري صاحب الاستثمار السياحي ليضع راسم ماله هنا؟ تقرير اقتصادي نشر في مجلة اقتصادية وضعنا في المرتبة الاولى او الثانية او العشرين؟ يا فرحتي.. كان بودي ان يجيب أي من المسئولين عن السياحة عن الاسباب الحقيقية لعدم بناء فنادق خمس نجوم جديدة من بعد بناء الرتزكارلتون! انت جهز له الارضية السياحية (ان بقيت اراض) و من ثم »اشتك« من النواب و من الصحافة ان لم يزرك المستثمر بعدها!
- آخر تحديث :
التعليقات