مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية معروف عنه اختيار أهم الموضوعات المطروحة على الساحة ودعوة مجموعة من أفضل العقول لتساهم في الحوار في الموضوع المطروح.

المؤتمر المنعقد بين 9 و11 يناير/ كانون الثاني الجاري ليس استثناء، وإنما هو استمرار للنهج نفسه، إذ تطرق إلى "الإعلام العربي في عصر المعلومات"، والتحديات والفرص التي تواجهها وسائل الإعلام العربية وكيفية التعامل مع قضايا الأمن والإصلاح، والإرهاب والنضال، والمصطلحات ومضامينها، الاستقلالية في التغطيات والنفوذ والضغوط...الخ.
الرئيس السابق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" جريج دايك قال إن التطور التقني مكن محطات مثل "الجزيرة" و"العربية" من منافسة الـ "سي. إن. إن" و"البي. بي. سي"، وفي الوقت الذي كانت "البي. بي. سي" تحتاج إلى نقل معدات وزنها 2000 كيلوغرام لنقل ما حدث في البوسنة في مطلع تسعينات القرن الماضي، فإن الحوادث الخطيرة جدا تنقل اليوم بواسطة الهواتف النقالة. وأضاف أن التحدي يكمن في تحديد مفهوم الموضوعية والحيادية وهو جوهر خلافي مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي كتب لي أثناء الحرب على العراق يقول إن الـ "بي. بي. سي" تنحاز ضد الحكومة البريطانية في تغطياتها. ولكن جوابي هو أن دور الصحافي يتمحور حول عرض مختلف الآراء وأن ينتقد الرأي الرسمي إذا كانت هناك انتقادات. وقال إن قوة الـ "بي. بي. سي" تكمن في ثقافتها المستمدة من 80 عاما من العمل الصحافي الجاد، وهو يختلف عن نهج فضائية "فوكس" FOX الأميركية التي تعتبر دورها اساسا في الترويج للسياسة الأميركية وهي أشبه بمشجع لاعبي كرة القدم منها إلى نقل الخبر من ساحة الحدث.
الصحافي القدير جهاد الخازن قال إننا جميعا مسئولون عن الإرهاب: الاتحاد السوفياتي سابقا، وأميركا، والعرب والمسلمون.
وقال إن في العام 1996م وفي حديث مع مسئولي المخابرات السعودية قالوا له إنهم يساندون حركة الطالبان بعد أن عرفت الحركة لهم وللاميركان المخابرات العسكرية الباكستانية. فالاتحاد السوفياتي كان سببا لنشوء حركات الإرهاب بسبب غزوه أفغانستان، وكنا نحن السبب في إنعاشها تحت اسم الجهاد. وقال إن اميركا لديها ازدواجية غريبة، فقائمة المنظمات الإرهابية مثلا لا تحتوي على اسم حزب التحرير "حزب التحرير يحمل أفكار تنظيم القاعدة نفسها ويعمل علانية في بريطانيا وأميركا". وقال لو رجعتم إلى صحف "الحياة" و"النهار" في مطلع الخمسينات ستجدون خبرا في العام 1953 أو 1954 عن تسلم مؤسس حزب التحرير آنذاك الشيخ تقي الدين النبهاني مئة ألف دولار من السفارة الأميركية في الأردن. وعندما سأله أصحابه عن ذلك أجابهم بأنه دعا الأميركان للإسلام ولم يستجيبوا له وعندما حصل على المال اعتبره "الجزية" المفروضة عليهم.
أما الاميركي - العربي جاك شاهين فقد قال إن في اميركا مركزين للقوة وهما واشنطن وهوليوود، والعرب غير موجودين في أي منهما. وقام بعرض مقتطفات من 30 فيلما أميركيا جميعها تتحدث عن العرب وكأنهم همج لا يهمهم سوى قتل الاميركان واليهود، وكيف أن الحل الوحيد للأميركان هو القضاء عليهم.
وقال ان لديه على الأقل ألف فيلم جميعها أنتجت قبل حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وجميعها تبث الكراهية والعنصرية ضد العرب والمسلمين، وإن الممثلين في الكثير من هذه الأفلام هم من الإسرائيليين أو المعروفين بارتباطهم ببعض الدوائر المعادية للعرب والمسلمين.
رئيس وكالة انباء الإمارات ابراهيم العابد قال إننا مقصرون والأسهل ربما هو القاء اللوم، ولكننا مقصرون في ابراز وجهنا الحضاري ونحن الآن نحصد نتيجة سنوات طويلة من سوء الفهم. مدير محطة "الجزيرة" وضاح خنفر طرح وجهة نظر المحطة المزعجة للأميركان والكثير من الأنظمة وقال إن التحدي الأكبر الآن هو الانتقال إلى المشاهد الغربي والتحدث بلغته وهو ما تخطط له المحطة عبر اطلاقها برامج اللغة الانجليزية قريبا. حوارات نوعية في أبوظبي لمدة 3 أيام لعلها توضح لنا كيف نخرج إلى العالم بصورة أخرى غير صورة الإرهاب والهمجية والدكتاتورية الملتصقة بنا حاليا.