تبوأت الانتخابات الفلسطينية صدر نشرات الأخبار في شبكات الإذاعة والتلفزة والصفحات الأولى في الصحف الأميركية، وابرزت هذه ان الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس فاز بفارق كبير وربما حصل على ثلثي اجمالي اصوات الشعب الفلسطيني مما يشكل تفويضا شعبيا واستفتاء على شخصية وسياسات ابو مازن. والرئيس بوش قال بعد الانتخابات إن الولايات المتحدة تنظر بعناية في افضل الطرق لتنظيم وتمويل الجهود لتحقيق سلام يقوم على رؤية حددها في 24 يونيو عام 2002 تدعو الى قيام دولة فلسطينية تعيش في سلام جنبا الى جنب مع اسرائيل. ولأول مرة قال الرئيس في بيان اصدره بعد الانتخابات إن هذه الدولة الفلسطينية ستكون دولة ذات سيادة. صحيفة واشنطن بوست اختارت ان تربط الانتخابات الفلسطينية بما سيذكره التاريخ للرئيس بوش. تقول الصحيفة إن الرئيس بوش سوف يذكره التاريخ باثنين من الانتخابات الهامة في العالمين العربي والإسلامي بعد الانتخابات في افغانستان وهما الانتخابات الفلسطينية يوم الأحد الماضي والانتخابات العراقية في الثلاثين من يناير. وتشير الصحيفة الى ان تنصيب الرئيس بوش لفترة رئاسية ثانية في العشرين من يناير يقع بين تاريخ الانتخابات الفلسطينية والانتخابات العراقية وما لذلك من مدلولات رمزية على اهمية هدف نشر الديموقراطية في اجندة الرئيس بوش. لكن الصحيفة تشير ايضا الى ان الرئيس بوش انتقائي في جهوده لنشر الديموقراطية في العالم. وتقول إنه يبذل ضغوطا على مجموعة من الدول ولكنه يغض البصر عن مجموعة اخرى من الدول الحليفة له مثل روسيا وباكستان واوزبكستان.
أما صحيفة يو اس توداي فتقول إن النهاية السعيدة لفيلم السلام في الشرق الأوسط تعتمد على عودة أميركا كوسيط نزيه في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا يتطلب من الرئيس بوش اعادة النظر في بعض اوجه سياساته في الشرق الأوسط. تقول الصحيفة إن الانتخابات الفلسطينية مثل افلام هوليوود يمكن ان يكون لها نهايتان محتملتان بقدر متماثل: نهاية مفجعة أو نهاية سعيدة. لكن النهايات السعيدة في الشرق الأوسط على عكس افلام هوليوود نادرة في الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إن النهاية السعيدة في يد الرئيس بوش إذا كان يرغب في التأثير في النتيجة وفي تعزيز هدف نشر الديموقراطية في آن واحد. على الرئيس بوش أن يعين مبعوثا خاصا على مستوى رفيع لدفع الفلسطينيين واسرائيل نحو الاتفاق، والعمل على انتهاز فرصة انتخاب ابو مازن لمواصلة قوة الدفع التي نشأت عن هذه الانتخابات ومساعدة ابو مازن إذا كان للرئيس بوش ان يأمل في نجاح الرئيس الفلسطيني الجديد.