تزوج والد الرضيعة خديجة خ. بعد وفاة والدتها من نادية ح. وعهد اليها تربيتها. وفي سن مبكرة تزوجت خديجة من أحمد ص. وأنجبت منه ثلاثة أولاد، ثم طلقته وتزوجت من رجل إماراتي يدعى علي م. وأقامت معه في دولة الامارات ثم عادت وتطلقت منه وتزوجت من وسام س. زواج متعة لمدة ثلاثة أشهر.
وكانت خديجة تعمل في مركز للتدليك فلم تلتزم اللباس المحتشم بل كانت ترتدي الملابس المثيرة من تنانير قصيرة وألبسة شفافة وتقيم لوحدها في برمانا، مطلقة على نفسها اسم سارة.
ولم يعجب سلوك خديجة على هذا النحو، اضافة الى سفرها بمفردها مع وسام س. الى الإمارات، والدها يوسف الذي أعرب أكثر من مرة عن وجوب قتلها امام زوجته وولديها شقيقي خديجة محمد ح. ومحمد ع.
وقد حاول الشقيقان بعد وفاة والدهما، إقناع خديجة بوجوب سلوك الطريق الديني الشرعي، ولما فشلا، عقدا العزم على قتلها. وراح محمد ح. يخطط لاعتماد الطريقة الفضلى للتنفيذ، واستعرض أمر استدراجها ومن ثم قتلها طعناً بالسكين أو رميها بالرصاص بعد شراء السلاح الملائم.
واستقر الرأي بين الشقيقين على قتل خديجة وهي نائمة في فراشها في منزل والدها في حارة حريك طعناً بالسكين.
وفي ليل 19 ـ 20/5/2004، وتنفيذاً للمخطط، سحب محمد ح. سكيناً كان قد خبأه تحت الوسادة في غرفته المشتركة مع محمد ع. ودخل الاثنان الى خديجة التي كانت لا تزال مستيقظة ومستلقية على ظهرها. فعاجلها محمد ع. بسحب الوسادة من تحت رأسها ووضعهاعلى وجهها وضغط بكل قوته لمنعها من الصراخ، فيما قام محمد ح. بطعنها مرات عدة في خاصرتها ثم رمى السكين على الفراش وتوجه الى المطبخ وأحضر "شاكوش" وأمر شقيقه محمد ع. بضرب خديجة به على وجهها ورأسها. ولما لاحظ أنها لا تزال تتحرك، ذهب الى المطبخ من جديد وأحضر قارصاً حديدياً وانهال به طعناً في صدر خديجة التي راحت تشخر شخيراً عالياً. عندئذ، ترك محمد ح. القارص وتوجه الى غرفة نومه وأحضر زناراً جلدياً ولفه على عنق خديجة لخنقها والتأكد من إزهاق روحها.
وفي هذه الاثناء، استيقظت نادية على شخير خديجة وفوجئت بمحمد ح. وهو يشد الحزام فحاولت منعه الا انه دفعها قائلاً "لقد انتهى الأمر، وغسلت عاري وسأذهب لأسلم نفسي"، فيما كان شقيقه محمد ع. واقفاً مصدوماً لا يأتي بأي حركة.
وبعد أن دخن سيجارة توجه محمد ح. الى مركز اللجنة الأمنية في "حزب الله" في بئر العبد معترفاً بقتله شقيقته وسلم في اليوم التالي للأجهزة الأمنية المختصة.
وفي هذه الأثناء، كان محمد ع. قد أبلغ الأقارب بوفاة شقيقته بفعل نوبة قلبية واستحضر شخصين قاما بغسل الجثة ودفنها بوجود بعض الأقارب ووسام س. الذي تكفل بنفقات مراسم الدفن من دون علمه بأمر الجريمة، وسافر بعد بضعة أيام الى الامارات لمتابعة عمله.
وبالتحقيق الاستنطاقي، ادعى الشقيقان ووالدتهما نادية بأن وسام س. هو من حرض على قتل خديجة بعدما اخبرهم عن سيرتها السيئة في لبنان وفي أبو ظبي مبرزاً صوراً فوتوغرافية لها تظهر شبه عارية مع رجال، الا ان وسام، وبالتحقيق معه، أنكر ذلك.
وأصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان فادي صوان قراراً ظنياً في القضية طلب بموجبه إنزال عقوبة الإعدام بحق الشقيقين محمد ح. خ (20 عاماً) ومحمد ع. خ (22 عاماً) ونادية ح. (51 عاماً) لإقدام الأول وبالاشتراك مع شقيقه وبتحريض من نادية على قتل شقيقته عمداً، ومنع المحاكمة عن وسام س. لجهة التحريض على القتل لعدم كفاية الدليل بحقه.