مبارك العبد الهادي ومحمد الشرهان وراشد الشراكي وحسين العبدالله: لليوم الثالث على التوالي واصل رجال أمن الدولة والقوات الخاصة في وزارة الداخلية حملاتهم في عدد من المناطق، واعتقلوا نحو 50 مشتبها فيهم، في قضية الاعتداء الارهابي الذي أدى الى استشهاد رجلي امن الدولة الملازم اول حمد الايوبي والرقيب ايمن الرشود، فضلا عن مقتل المطلوب فواز العتيبي.
وعلمت «القبس» ان السلطات الكويتية تنسق مع السلطات السعودية لتسليم مشتبه فيه سعودي الجنسية، تعتقد اجهزة الامن انه مطلق النار على رجلي الامن ورفيقه العتيبي، وانه غادر الى المملكة بعد الاعتداء بساعات.
وتقول مصادر مطلعة انه حتى هذه اللحظة لم تتمكن الاجهزة الامنية من كشف الجناة الحقيقيين، وان جهاز أمن الدولة تحفظ على عدد كبير ممن تدور حولهم الشبهات، إما بحوادث ارهابية سابقة او ممن ذهبوا الى العراق او اولئك الذين ابلغ ذووهم عن تغيبهم، او ممن كشفت ارقام هواتفهم في جهاز فواز العتيبي، وكشفت مصادر امنية ان تهم اعتداء حولي تدور حول اربعة اشخاص هم: م. الشمري وع. الشمري وأ. العنزي وع. المطيري، وان الاجهزة الامنية المختصة تتحفظ حاليا على الاخير، في حين ان البحث يجري عن الاخرين، لكن المصادر اكدت ان القاء القبض على الجناة أو كشفهم هو مسألة وقت لا اكثر ولا اقل.
ولاتزال الاجهزة الامنية تبحث عن ع. خ. العنزي وهو امام وخطيب مستقيل قبل عدة ايام، وصاحب الاستضافة المشهورة للشيخ حامد العلي الامين العام السابق للحركة السلفية العلمية، التي اتهم فيها العلي بتعليمه للشباب كيف يصنعون القنابل.
والمعلومات المتوافرة حتى الآن تقول ان ع. خ. العنزي شوهد قبل عدة ايام في مقر عمله بوزارة الاوقاف، في حالة رثة، حيث قدم استقالته رغم مطاردة رجال الامن له، ولديه شقيق يدعى ن. خ. العنزي ويصغره سنا هو الآخر متوار عن الانظار، وقد سبق ان ذهب إلى العراق للجهاد في احداث الفلوجة اخيرا، ولا يعرف على وجه الدقة ما اذا كان قد القي القبض عليه او على شقيقه الكبير ع. الذي يعد الاب الروحي للمتطرفين في الجهراء، بعد حصار قوات الامن والاجهزة المختصة لمنزلهم يوم امس الاول في منطقة الواحة بالجهراء، والتي تعرف باسم «الكوريات» نسبة لشركة كورية قامت بانشاء وبناء هذه المساكن في اواخر السبعينات.
وهناك ايضا، وفقا للمصادر الامنية، اسماء اخرى متورطة او مشتبه فيها، لكنها لاتزال هاربة وترفض تسليم نفسها. واشارت المصادر الى ان الشيخ الدكتور طارق الطواري يلعب دور الوسيط بين جهاز امن الدولة وبعض الفارين، وهو يعرف هواتفهم وله طرقه الخاصة في الاتصال بهم، ويحاول منذ فترة دفعهم الى تسليم انفسهم، ومنهم ح.ن. العنزي، الذي سبق ان اتهم في قضية طالبة التجاري، وع. م. الشمري الذي القي القبض عليه بعد عودته من العراق بجواز سفر مزور، وف. ر. العنزي الذي يقال ان اجهزة الامن تتحفظ عليه بعد حصار لمنزله في منطقة الواحة امس الاول.

*القاعدة في الجهراء
والجدير بالذكر ان معظم الداعين للجهاد في العراق ومواجهة التواجد الاميركي في المنطقة يتواجدون بكثرة في الجهراء، وليس سرا لكل متابع ان لهم افكارا وفتاوى شرعية خاصة بهم، واغلب تواجدهم في منطقة القصر، وتحديدا في القطعتين 4 أ و 4 ب ومنطقة الواحة (الكوريات) التي تكثر فيها مساجدهم ومنطقة العيون بصورة اقل، وتيماء وهي منطقة بيوت شعبية.
عثرت اجهزة الامن في منطقة الشعب البحري على السيارة التي استخدمها المسلحون في الفرار بعد اعتداء حولي الارهابي وهي من نوع شفر بيضاء طراز 1979. وذكرت مصادر امنية لـ«القبس» ان رجال الادلة الجنائية رفعوا البصمات من السيارة وتبين أنها تعود لعدة اشخاص تطابق بعضها مع بصمات رفعت من السيارة المستأجرة. وعلمت «القبس» ان دفتر السيارة مدون عليه ان السيارة عنابية اللون وليس ابيض، وتم العثور على اوراق خاصة بأحد الكراجات التي تم تغيير لون السيارة فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ*
*من هو فواز العتيبي؟
«الأوقاف» خاطبت «الديوان»: نحن في حاجة إلى خدماته
مبارك العبدالهادي: من هو فواز اطليق العتيبي المطلوب أمنيا لدى أمن الدولة وقتل في اشتباكات حادثة الاعتداء الارهابي في حولي؟
«القبس» حصلت على البيانات الكاملة عن المتهم العتيبي وحالته الوظيفية.
وحسب ما أفادت مصادر مطلعة لـ«القبس» ان العتيبي موظف في وزارة الأوقاف، في ادارة الدراسات الإسلامية، وحاصل على دبلوم العلوم التجارية ـ تخصص بنوك.
وأضافت ان العتيبي عين في وزارة الأوقاف في 28/12/2003، وهو يحمل مسمى وظيفي كاتب حسابات، وتم تعيينه على الدرجة الخامسة وعلاوة، ويستحق العلاوة الجديدة في 1/1/2006.
وذكرت المصادر ان العتيبي تم ترشيحه عن طريق ديوان الخدمة المدنية في عام 2003 الى وزارة الدفاع، ولكن تم رفضه لعدم حاجة الوزارة إليه، إلا انه احضر كتابا من وزارة الأوقاف لتعيينه فيها.
وأضافت ان وزارة الأوقاف زودته بكتاب موجه الى رئيس ديوان الخدمة المدنية تطالب فيه بالموافقة على اعادة ترشيحه للعمل لديها على ميزانية الاعتماد التكميلي الاول للعام المالي الحالي.
وحسب معلومات بطاقته الميلادية والجنسية اللتين حصلت «القبس» على صورة منهما انه من مواليد 24/3/1983.

ـــــــــــــــــــــــــــــ*
*القبس في منزل فواز العتيبي
لتقل لنا الـحكومة من يغرر بأبنائنا
ويشوه أفكارهم.. ويدفعهم للتهلكة؟

الحزن والارهاق وعلامات الغضب والتعجب تعتلي ملامح رواد ديوانية والد فواز العتيبي الذي قتل في اشتباك حولي مع اثنين من قوة امن الدولة.
«القبس» زارت منزل والد فواز العتيبي الذي عاد لتوه امس من دفن جثمان ولده في مقبرة الجهراء وعلامات التعجب ترتسم على الوجوه كلما ذكرت الحادثة وتزداد التساؤلات لماذا حدثت هذه الكارثة ومن قتل فواز ورجال امن الدولة ولماذا فواز بالذات.. كل هذه الاسئلة يطرحها كل زائر للديوانية التي غصت بعدد كبير من المعزين والذين تبين فيما بعد بأنهم جميعا من اقارب فواز او اصدقائه.
جد فواز وهو رجل مسن في العقد السابع من عمره تحدث لـ«القبس» متسائلا.. من المسؤول عن هذا الحادث ومن الذي غرر بالصغير فواز فهو شاب مهتد ومطيع لوالديه وعلى خلق ولم تكن لديه افكار منحرفة فإذاً من الذي غرر به وسمم افكاره وحولها الى افكار شريرة، دفعت به الى هذا المصير المجهول؟.
ويضيف الجد قائلا «نحن في الكويت بلد الخير وبلد الامن والامان.. بلد المساجد بلد الرحمة والتسامح، اذن ماذا يريد هؤلاء المفسدون؟ لماذا يسممون افكارالشباب ويدفعون بهم الى التهلكة، هذا ما نريد ان نعرفه من سلطات الامن والمسؤولين، من هو المسؤول عن هذه الكارثة؟ انا لا اريد ان ادافع عن حفيدي ولكن اريد جوابا لأسئلتي؟
يتدخل عم فواز بالحديث ويطلب من والده المسن الراحة وعدم الحديث، الذي يكمله هو قائلا.. قبل اسبوعين ذهب اخي والد فواز وقدم بلاغا الى المخفر عندما لاحظ انحرافا فكريا لدى ابنه الذي لم يعهد عليه ذلك السلوك المنحرف وكان يعهده شابا ملتزما دينيا واخلاقيا.
ويضيف العم قائلا.. بعد هذا البلاغ ترك فواز المنزل واغلق جهازه النقال وانقطع اتصاله بوالده الذي كان يبحث عنه في كل مكان، وكأن احساسا يقوده الى ان هناك مكروها يلوح في الافق لأنه على يقين بأن فواز غرر به والمفسدون ينوون الزج به الى التهلكة، او الى طريق اللاعودة، ولكنه لا حول وقوة له ولم يجد امامه سوى السلطات الامنية للجوء اليها وهذا ما فعله ولكن هذا الحل لم يؤت ثماره وربما اثر عكسيا.

لماذا؟
ويتساءل عم فواز: لماذا قتل اصدقاء السوء فواز ورجال الامن ومن هم هؤلاء؟ ويسكت للحظات ليجيب نفسه قائلا «اعتقد ان فواز وغيره كثيرين يشكلون الحلقة الاضعف لهؤلاء المفسدين الذين يعتقدون أن هؤلاء دروع بشرية لافكارهم المريضة وهم «ميتون ميتون» سواء بالزج به في المهالك او المعارك او يقتلونهم هم عندما يشعرون بأن الخطر اصبح قاب قوسين او ادنى منهم.
والد فواز رفض التعليق على الموضوع وكل ما قاله هو، حسبي الله ونعم الوكيل على من غرر بابني وانا الآن آخذ العزاء فيه وليـس لدي ما اقوله.
غادرت «القبس» الديوانية وجموع المعزين في ازدياد.. والكل يتساءل: من غرر بفواز والكثيرين من امثال فواز؟.