علي الشمري وعبدالعزيز اليحيوح وأحمد لازم: اتجهت التحقيقات أمس في قضية «اعتداء حولي» الى ما يبدو «خيطاً» سعودياً بلورته جملة معطيات، اولها ما كشفه سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي عن «معلومات امنية قدمتها المملكة للكويت أخيراً عن وجود خلية ارهابية في الكويت»، وثانيها كثرة السعوديين الموقوفين أو المطلوب توقيفهم، وأحدهم سلمته المملكة الى الكويت أمس, وفي موازاة ذلك، اسفرت عملية دهم خاطفة نفذها رجال امن الدولة مساء اول من امس عن القاء القبض على مواطن في العقد الرابع من العمر وصف بأنه «صيد مهم»، اذ أثبت التدقيق في أرشيف جهاز الكمبيوتر في منزله في الرقة، انه تحادث فترة طويلة مع الناطق باسم تنظيم «القاعدة» الكويتي المجرد من جنسيته سليمان ابوغيث، وفق مصدر أمني كويتي مطلع.
وبحسب المصدر اياه، تم توقيف هذا الشخص بناء على معلومات أفادت بأنه الشخص الوحيد في الكويت الذي يمكنه التحدث مع أبوغيث, وبعد مراقبة المشتبه فيه والتنصت على مكالماته من هاتفه النقال او من هاتف منزله، لم يتم رصد اي مكالمات مشتبه فيها، لكن بعد دهم المنزل تبين من خلال فحص أرشيف الكمبيوتر الشخصي الذي يملكه انه تحادث بالفعل مع ابوغيث, وبعد اعتقال المتهم وتكبيله واثناء سوقه الى التحقيق بعد تفتيش المنزل، لاحظ احد رجال الامن محاولة الموقوف ادخال يديه المقيدتين الى جيبه، وبعد تفتيش ملابسه عثر معه على قنبلة يدوية كان على ما يبدو يحاول تفجيرها لدى تيقنه من انكشاف أمره.
ورغم تداول انباء عن مطلقي النار في حولي، الا ان حملة المداهمات استمرت أمس, ومن أبرز ما في الحصيلة دهم منزل في خيطان واخر في منطقة الزور (جنوب الكويت)، وجاخور في منطقة كبد، وعدد من المخيمات في اماكن متفرقة، في حين عثر في ساعة متقدمة من مساء اول من امس في منطقة الشعب البحري على السيارة التي كان الجناة يقودونها بعد ان رصدها رجال الدوريات الشاملة في محافظة حولي.
وعلم أن أبرز المطلوب القبض عليهم حالياً هم الشقيقان السعوديان م,ع وس,ع اضافة الى ع,ش وهو من «البدون», وسلمت السلطات الامنية السعودية صباح أمس الكويت احد المطلوبين، وهو سعودي الجنسية, وتم تسليم السعودي الى جهاز امن الدولة الكويتي في مركز النويصيب الحدودي وقد خضع لتحقيقات مكثفة سعياً الى كشف مزيد من الخيوط, وفي منطقة تيماء، أوقفت القوى الأمنية السعودي س,ج,ظ الذي يعمل في وزارة الدفاع, وخرج س, ج, ظ معصوب العينين بصحبة رجال الأمن, وذكر شاهد عيان لـ «الرأي العام» ان قوات الامن حاصرت منزل الشاب السعودي الذي يبلغ الثلاثين من عمره، واقتحمت البيت وقدمت اذن النيابة الى شقيق الشاب الذي اعترض على عملية الدهم.
وتم كذلك دهم منزل في منطقة الجهراء واعتقال شخص متدين يدعى (س) بعد ورود ادلة تفيد بوجود علاقة له مع احد المطلوبين,
وسلم جهاز امن الدولة عددا من مظاريف الرصاص التي تم العثور عليها خلال مداهمات لبعض منازل المشبوهين، الى الادارة العامة للادلة الجنائية، للتأكد من نوعية الرصاصات وما اذا كانت مشابهة لتلك التي استخدمت في اطلاق النار في حولي, كذلك تم رفع البصمات لمطابقتها مع بعض الادلة التي عثر عليها.
وفي منطقة السالمية تقدمت سيدتان غربيتان الى مخفر السالمية للابلاغ عن شخص اشهر سلاحه في وجههما، الا انهما تمكنتا من تسجيل رقم سيارته ومواصفاتها، وتبين انها «فورد» بيضاء اللون, وتم تعميم المواصفات على الاجهزة الامنية لضبط المتهم واحضاره, يذكر ان نوع السيارة ولونها مطابق لمواصفات احدى المركبات الخمس عشرة التي تم تعميم مواصفاتها اول من امس.
وقال مصدر قضائي رفيع المستوى ان «النيابة العامة تصدر اذونات قبض وتفتيش على بعض المشتبه فيهم، بشكل يومي واحترازي», وقال ان اذونات النيابة الصادرة اليومية «قد لا تنفذ لكنها تعطى لرجال الامن من باب الاحتراز في حال حصل اي امر طارئ، وان هذه الاذونات بعد هذا الحادث تعطى بشكل يومي لتسهيل مهمة رجال الامن وتكون عملية الدهم او التفتيش وفق اطر قانونية لا فردية».
وأكد المصدر انه «الى الان لم يحل اي متهم على النيابة العامة وذلك لوجود اسماء جديدة يتم الكشف عنها من قبل بعض من القي القبض عليهم».
وفي تطور لافت، سلمت السلطات الامنية السعودية الكويت قائمة بأسماء سعوديين مطلوبين بقضايا امن دولة في المملكة العربية السعودية يعتقد انهم دخلوا الكويت بجوازات مزورة او تسللاً، وحذرت السلطات السعودية من قيام هؤلاء بعمليات ارهابية داخل الكويت، مما دفع الاجهزة الامنية الى تشديد الاجراءات الأمنية على خمس سفارات من ضمنها السفارة الاميركية والسفارة السعودية وبعض المواقع التي يتوقع استهدافها.
وفي هذا الاطار، كشف سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي لصحيفة «عكاظ» السعودية النقاب عن «معلومات امنية قدمتها المملكة للكويت أخيراً عن وجود خلية ارهابية في الكويت، ذلك في اطار التعاون الامني وحرص المملكة على امن وسلامة الكويت في اطار مكافحة الارهاب».
واضافت الصحيفة ان الشيخ سالم لم يؤكد انتماء العناصر الملاحقين اثر اشتباك الاثنين في الكويت لهذه الخلية «الى حين تكشف الامور التي مازالت في بدايتها»، غير انه «لم يستبعد ان يكون القتيل فواز طليق العتيبي والعناصر الفارة ضمن خلية ارهابية تعمل على استهداف امن البلاد».
وقال سموه ان «قوات الحرس الوطني الكويتي تقوم بواجباتها في تأمين الحماية الامنية للمؤسسات الحكومية والمنشآت الحيوية وخمس سفارات اجنبية بينها سفارة الولايات المتحدة من خلال نشر عشرة الاف رجل من عناصر الحرس الوطني لحماية تلك المنشآت».