الفلوجة من توني بيري: في الغالب تعزى حماسة المقاتلين في العراق الى الحماس الديني وكراهية أميركا، لكن عناصر المارينز الاميركيين الذين شاركوا في الهجوم على الفلوجة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وجدوا ان كثيرا من خصومهم كان لديهم شيء آخر ايضا يعزز تماسكهم، هو المخدرات.
ويقول عناصر المارينز انهم عثروا على خزين من الأبر والمخدرات، مثل الأدرنالين والأمفيتامين، عندما كانوا يخوضون المعارك ضد المتمردين في أعنف معارك المدن التي شنتها القوات الأميركية منذ حرب فيتنام. وفي بعض البيوت التي استخدمها المتمردون وجدت أيضا أنابيب تعاطي الكوكايين. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون كبار في العراق ان بعض كميات المخدرات التي اكتشفت خلال هجوم الفلوجة تقدر قيمتها في السوق بآلاف الدولارات. ويعتبرهؤلاء المسؤولون هذه الاكتشافات دليلا ليس فقط على استخدام المخدرات بين المتمردين انفسهم وانما أيضا على عمليات التهريب التي يقولون ان المتمردين الاصوليين السنة في الفلوجة ربما يستخدمونها لتمويل تمردهم.
وقال مسؤول عسكري كبير في بغداد «انها يمكن ان تكون مؤشرات على تهريب المخدرات وكذلك على استخدام المتمردين المخدرات لزيادة القدرة على التحمل أو امتلاك الشجاعة للقتال والموت».
ويقول ضباط في العراق ان الجنود وعناصر المارينز وجدوا دليلا مماثلا على استخدام المخدرات في أوساط المقاتلين من اتباع رجل الدين الشيعي المتطرف مقتدى الصدر خلال تمردهم في ابريل (نيسان) واغسطس (اب) الماضيين في النجف. وكشف تصرف كثير من المتمردين خلال القتال في الفلوجة عن أنهم كانوا قد تناولوا المخدرات التي مكنتهم من مواصلة القتال حتى بعد أن تعرضوا الى جروح بليغة، وفقا لما يقوله المتخصصون في المجال الطبي في المارينز والبحرية.
وقال المتخصص بيتر ميلادي ان «أحد الأشخاص وصف ذلك باعتباره شبيها بمشاهدة فيلم (ليلة الموتى الأحياء). فالناس الذين يفترض انهم ماتوا كانوا ما يزالون احياء». ويقول عناصر المارينز ان المعلومات في هذا الخصوص حفزتهم على تغيير استراتيجيتهم.
وقال الملازم الأول تيم سترابنغ، آمر فصيل في فرقة المارينز الأولى التي تعتبر من القوات الرئيسية في الهجوم على المتمردين، انه «في اليوم الثاني من القتال وردت تعليمات تقضي بالتركيز على اطلاق النيران على الرأس ذلك أن اطلاق النيران على الجسد لم تكن تؤدي الغرض المطلوب».
وقال سترابنغ ان فصيله وجد خمسة مواقع فيها خزين من الابر والأدرنالين. وقال ان «أفرادا من فصيلي وجهوا خمس بنادق الى شخص كان واقفا هناك واخذوا الخزين وأقفلوا عائدين سريعا». وتمكن المنشطات الجسم من مواصلة وظائفه على الرغم من الجروح البليغة، مؤجلة حدوث الموت ولكن لا تمنعه، وفقا لما يقوله خبراء طبيون.
ويتذكر كثير من مقاتلي المارينز مشاهدتهم متمردين في الفلوجة كانوا قد اصيبوا بالرصاص من مدى قريب وهم يردون على النيران ويقذفون القنابل على المارينز الذين يقتحمون معاقلهم.
وقال كونتين براون المتخصص الطبي الذي رافق فصيلا متقدما لمعالجة الجرحى من أفراد المارينز «أصبنا بنيراننا، في الواقع، أربعة أو خمسة اشخاص مرات عدة وقد نهضوا وتحركوا عبر الغرفة».
وقال الملازم الأول كوزمو كالفن ان «ذلك ذكرني بالقصص التي يسمعها المرء حول أشخاص فصيل اللياقة البدنية الذين يواصلون التدريب الشاق. واعتقد انه من الممكن القول ان ما يقرب من 100 في المائة كانوا يتناولون تلك المخدرات».
وقال الملازم الثاني آدم ماثيس انه كان يبدو ان درجة قتال المتمردين توحي باستخدام المخدرات، حيث النشاط المفرط في الصباح وأوائل الظهر، ربما بعد جرعة معينة، ثم اقل نشاطا عند انقضاء النهار. وقال انه «عندما يرى المرء بيتا ينهار على شخص ويواصل هذا الشخص القتال لا بد أن يكون هناك شيء غير طبيعي».