مصطفى عبد العظيم: قدرت مصادر سياحية حجم الاستثمارات في المشاريع الفندقية الجديدة الجاري تنفيذها بالفعل أو المخطط لتنفيذها في دبي في غضون السنوات الخمس المقبلة بما يتراوح بين 25 و 30 مليار درهم، مشيرة الى ان هذه المشروعات ستضاعف الطاقة الفندقية في الإمارة إلى أكثر من 50 ألف غرفة فندقية بالمقارنة مع نحو 26 ألف غرفة فندقية حاليا.
واعتبرت المصادر هذه التقديرات منطقية إلى حد بعيد، وذلك عند حساب عدد الغرف المتوقع دخوله للقطاع في التكلفة الاجمالية للغرفة الواحدة.
وقال سمير دقاق نائب رئيس مبيعات ماريوت العالمية للشرق الاوسط وافريقيا ان الطفرة الحالية في الطلب على دبي ونسب الاشغال القياسية في الفنادق فتحت شهية المستثمرين والعلامات الفندقية العالمية لتكثيف استثماراتهم في هذا القطاع المربح.
وقدر دقاق حجم الاستثمارات في المشاريع الفندقية خلال السنوات الخمس المقبلة بما يتراوح بين 25 و30 مليار درهم معتبرا ان هذه الارقام منطقية إلى حد بعيد خاصة مع حركة التوسع الفندقي التي تشهدها دبي حاليا.
واوضح دقاق ان أي زيادة مستقبلية في اعداد الفنادق من شأنها ان تحدث نقلة كبيرة في نمو القطاع السياحي بالامارة التي رسخت نفسها كوجهة عالمية تتمتع بكل عوامل الجذب.
واضاف: انه خلال عام 2007 ستشهد دبي تحولا في بنيتها التحتية السياحية، عند افتتاح عدد كبير من المشروعات الضخمة الجاري تنفيذها حاليا والتي من شأنها ان تنقل الامارة إلى عهد سياحي جديد.
كما يؤكد جورج موسى رئيس مجلس ادارة بلانت ترافيل ان نسب الاشغال القياسية التي تشهدها الفنادق على مدار العام نتيجة كثافة الطلب والتدفق السياحي المتزايد على الإمارة، ساهمت في رفع عائدات المنشآت الفندقية الى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي جعل العديد من المستثمرين يقومون بتوجيه حصة كبيرة من أموالهم لهذا القطاع المربح.
وقال موسى ان عائدات القطاع الفندقي مضمونة حتى عشر سنوات مقبلة الأمر الذي جعل الشركات السياحية ذاتها تقتحم هذا المجال وتنشيء فنادق خاصة بها للاستفادة من هذه الطفرة، مشيراً إلى أن شركته بصدد افتتاح فندق جديد من فئة الاربع نجوم الاسبوع المقبل.
واضاف موسى أن الطاقة المتوفرة حالياً من الغرف لا تغطي سوى ما بين 40% الى 60% من الطلب الأمر الذي بات يشكل تحدياً أمام الشركات السياحية الكبيرة التي تضطر في كثير من الاحيان للاعتذار لعدد واسع من العملاء لعدم توفر غرف بالفنادق.
وأكد موسى أن دبي بحاجة ماسة الى ضعف الموجود حالياً من الفنادق في اقرب وقت، لافتاً إلى أن السوق قادر على استيعاب أي زيادة جديدة في الغرف وبأي عدد.
وفي تقديره لحجم الاستثمارات الفندقية خلال السنوات الخمس المقبلة، قال موسى ان هذا الرقم لن يقل عن 30 مليار درهم وربما يزيد على ذلك لاسباب تتعلق بنوعية الفنادق التي تبنى في دبي والتي لا تقارن بفنادق أخرى في العالم من حيث مستوى الفخامة والخدمات، الأمر الذي يزيد في تكلفة الاستثمار.
واوضح موسى أنه رغم ارتفاع تكلفة بناء الفنادق إلا أن الاسعار في دبي وعند مقارنتها بوجهات أخرى خاصة في أوروبا تقل 30% وذلك لأن القطاع الفندقي يعتمد في كثير من خدماته على الاستيراد باليورو في الوقت الذي يلتزم فيه النزيل بالدفع بالدولار الذي بأ يتراجع بشكل ملحوظ.
وتشير احدث الإحصائيات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي ان اجمالي عائدات المنشآت الفندقية خلال الأشهر التسعة الاولى من عام 2004 ارتفع بنسبة 2,42% لتصل إلى 38,4 مليارات درهم، وسجلت العائدات خلال الربع الثالث، والذي يمثل اشهر يوليو واغسطس وسبتمبر، ملياراً و307 ملايين و175 ألفا و851 درهما مقابل مليار و22 مليونا و984 ألفا و449 درهما خلال الفترة نفسها من العام الماضي بزيادة قدرها 8,27%.
وذكرت الاحصائيات ان عدد الليالي الفندقية بلغ خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من هذا العام 11 مليونا و451 ألفا و417 ليلة بزيادة قدرها 6,28% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وتشير الإحصائية التي أعلنتها دائرة السياحة والتسويق التجاري إلى أن الربع الثالث من هذا العام حقق نتائج طيبة حيث بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام الجاري مليونا و434ألفا و64 نزيلا مقابل مليون و327 ألفا و984 نزيلا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي العام الماضي قفز إجمالي إيرادات المنشآت الفندقية في دبي إلى أكثر من 4 مليارات درهم بالمقارنة مع 4,3 مليارات درهم في العام السابق، كما ارتفع عدد الفنادق إلى 271 فندقا تضم قرابة 26 ألف غرفة بالمقارنة مع 23170 غرفة في عام 2002 ونحو 21400 غرفة في عام 2001.
كما فاق النمو في الطلب على الغرف الفندقية خلال السنوات الثلاث الماضية حجم النمو في المعروض منها، وسط توقعات بأن يتواصل هذا الاتجاه على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وفي السياق ذاته يرى خبراء سياحيون ان معدلات النمو المسجلة في أعداد الزوار، سواء من رجال الأعمال أو السياح، تؤكد وجود حاجة ماسة إلى المزيد من الغرف الفندقية في الإمارة.
ويقول الخبراء ان البرامج الترويجية التي تقوم بها دائرة السياحة بالتعاون مع الشركات السياحية والفنادق من خلال تنظيم حملات ترويج وتسويق في مختلف الأسواق الرئيسية والمشاركة في المعارض الدولية، الى جانب تقديم عروض سعرية مخفضة للعطلات خارج مواسم الذروة، ساعدت في جاذبية الإمارة كوجهة سياحية تجتذب السياح من مختلف أنحاء العالم على مدار العام.
كما يتوقع الخبراء أن تلعب المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها في دبي كمشاريع جميرا بيتش ريزيدنس ونخيل ودبي لاند واعمار، دورا مهما في تضاعف التدفق السياحي إلى الإمارة، في الوقت الذي يساهم فيه نمو قطاع المعارض والمؤتمرات وسياحة الحوافز في الحفاظ على معدلات الإشغال في فنادق المدينة عند مستويات مرتفعة.