وقع ما كنا نحذر منه ونخشاه، لقد بدأ الارهاب يكشر عن انيابه ويكشف عن وجهه القبيح وبدأت يده تعبث بأمن البلد وحياة المواطنين والمقيمين, وقع ما كنا نخشاه وسالت دماء بريئة هي دماء الملازم اول حمد الايوبي والرقيب ايمن الرشود اللذين كانا يؤديان واجبهما في حفظ الامن فاغتالتهما يد الغدر والخيانة واستحلت دماءهما الطاهرة دون مبرر او هدف سوى استعداء المجتمع وتكفيره.
لقد اصبحنا مع هذا الحادث الأليم في بؤرة الخطر وصرنا في حالة مواجهة عنوانها الحياة أو الموت والمطلوب الآن من كل مواطن ومقيم ان يجد سبيلا للتعاون مع رجال الامن لحفظ حياة الآخرين، المطلوب منا ان نكون يدا واحدة وعينا واحدة وقلبا واحدا لا مكان فيه للصراعات والخلافات واختلاف الأسباب التي تشيع الفرقة والبغضاء.
اننا فوق فوهة بركان وان لم نجد لنا مخرجا «فلا طبنا ولا غدا الشر» فالوقت الآن هو وقت اليقظة والعمل الجاد من اجل مستقبل الكويت الذي وضعه بعض الاشخاص امام المدفع فإما ان ننجو او نهلك ولا نجاة إلا بتغيير اسلوب حياتنا وطريقتنا في التعامل مع الاحداث!
انني ادعو اعضاء مجلس الامة الى التوقف قليلا عن حملاتهم الشرسة ضد الوزراء والتكاتف ومن خلفهم ابناء الشعب الكويتي من اجل الخروج من هذا المنحدر وهذه المحنة، فلم يعد الوقت وقت تصفية الحسابات والصراخ والوعد والوعيد وانما الوقت هو وقت العمل والتعاون من اجل الكويت.
الكويت بلد مؤسسات ويجب على هذه المؤسسات ان تعمل من الآن لتوعية المواطنين بهذا الخطر المتربص بنا، لا نريد للكويت ان تكون بلدا متوترا فكفانا سنوات التوتر التي عشناها ابان حكم الطاغية صدام للعراق، لذا فمطلوب تحرك سريع من اجهزة الاعلام والمدارس والاندية في هذه اللحظة لتوعية الشباب والشابات بالخطر المحدق بنا وتعليمهم الدين الصحيح قبل ان يكونوا يدا للتطرف الذي افرز الحادثة التي وقعت في حولي منذ ايام!
وفي الوقت نفسه نشد على ايدي رجال الامن ونقول لهم اننا معكم وخلفكم ولن نسمح لأحد بأن يحول الكويت الآمنة الى غابة للصراع والقتل وسفك الدماء، لن نقبل ان يعيش بيننا ارهابيون او متطرفون فهذا البلد عاش دوما واحة للسلام والأمن وسيظل هكذا دائما وابدا.
والله ثم الوطن من وراء القصد.