بغداد, نيويورك - عادل مهدي, راغدة درغام: أكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أن امرأة تدربت في سورية باشراف إيراني حاولت اغتياله في مكتبه في بغداد. وقال في حديث إلى "الحياة", إن المرأة, التي لم يسمها, "عربية من كركوك", وجدد اتهاماته لدمشق وطهران, مهدداً بكشف معلومات جديدة عن "تورطهما" في العراق.
على صعيد آخر, شكك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بـ"واقعية اجراء الانتخابات العراقية في موعدها", وأشار إلى أن "ظروف عقدها بعيدة عن المثالية", مؤكداً أن مشاركة السنّة فيها "ضرورية وهي غير متوفرة الآن".
أمنياً, قتل أمس 21 عراقياً و3 جنود أميركيين في عمليات تفجير وملاحقات في أنحاء مختلفة من العراق, وخطف مجهولون 15 عنصراً من الحرس الوطني.
وفيما حكم على جندي أميركي بالسجن سنة لقتله عراقياً جريحاً في بغداد, فر أمس 28 سجيناً من سجن أبو غريب الشهير, ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى معاقبة المسؤولين السياسيين والعسكريين المسؤولين عن التعذيب في هذا السجن.
وقال الشعلان إن محاولة جرت لاغتياله في مكتبه, قبل أكثر من أسبوع, "وضعت تفاصيل تنفيذها في سورية جماعة عراقية مقيمة فيها يقودها المسؤول البعثي الهارب محمد يونس الأحمد وشارك فيها أيضاً سبعاوي ابراهيم" الأخ غير الشقيق للرئيس المخلوع صدام حسين.
وقال انه تم تدريب 50 امرأة "ينتمين إلى مناطق مختلفة من العراق وأخضعن لدورات تأهيلية في سورية, باشراف عناصر ارهابية عراقية مقيمة هناك, وتولى رجال دين إيرانيون الاشراف على هذه الدورات, ووزعن على وزارات ومؤسسات الدولة العراقية المختلفة, وكانت حصة وزارة الدفاع من نصيب المرأة التي حاولت اغتيالي", لكنه تحفظ عن ذكر اسمها لـ"دواع أمنية".
وزاد ان المرأة المذكورة "تبلغ الأربعين واستطاعت الدخول إلى مكتبه لمقابلته, زاعمة أنها تريد نقل معلومات أمنية مهمة إليه. وخلال جلوسها وحديثها معه بحضور بعض المسؤولين في الوزارة, فاجأت الجميع باخراجها مسدساً كانت تحمله ووجهت فوهته نحوه من على بعد متر, إلا أنها بعد لحظة انهارت وأخذت تبكي". وزاد ان المرأة "سرعان ما كشفت تفاصيل مهمتها مع النساء الأخريات اللواتي يجري التحري عنهن, وكشفنا ان المسدس الذي كانت تحمله كان مجهزاً بطلقات سامة, واتصلت بالدكتور أياد علاوي (رئيس الوزراء) في وقتها لاخباره بالحادث, فطلب ارسالها إليه فوراً لمقابلتها وفعلاً التقى بها ساعتين ووقف على تفاصيل المحاولة".

*الانتخابات
وأعلن انان في مؤتمر صحافي في جزر موريشوس امس ان "الاكثرية الساحقة من العراقيين متشوقة لممارسة حقها الديموقراطي, لكن من الواضح ان الظروف بعيدة عن المثالية. واكثر من ذلك, لقد اوضحت دائماً ان الانتخابات يجب ان تكون شمولية بالقدر المستطاع, اذا كان لها, كما آمل, ان تساهم ايجابياً في العملية الانتقالية". وتابع: "حتى في هذه المرحلة المتأخرة فان مد اليد الى عنصر القومية العربية خصوصاً وسط السنة مسألة حاسمة واحض الحكـومة على تكـثيف جهودها في هذا الاتجاه".
إلى ذلك, وقعت الحكومة السورية "مذكرة تفاهم" مع "منظمة الهجرة الدولية" للاشراف على مشاركة العراقيين في الانتخابات في سورية تضمنت السماح للمرشحين باستخدام وسائل الاعلام السورية للدعاية "بما لا يتناقض مع الدستور والقوانين السورية". وتوقع المحامي اكرم علي, مستشار الشؤون العراقية لبرنامج الانتخابات, مشاركة 250 ألف عراقي في الانتخابات.
في غضون ذلك, حض زعيم "تجمع الديموقراطيين المستقلين" في العراق عدنان الباجه جي عراقيي المهجر, خصوصاً المقيمين في الاردن, على التصويت. وخصص للمقترعين 12 مركزاً في الاردن حيث يعيش بين 150 و200 ألف عراقي. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في تركيا ان حوالي ثلاثين الف عراقي يقيمون في تركيا يمكنهم المشاركة في الانتخابات.
في بغداد دعا رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر قوات الاحتلال والدول المجاورة للعراق الى عدم التدخل في الانتخابات, مؤكداً ان الانتخابات "شأن داخلي" عراقي. وطالب الزعيم الشيعي الرئيس الاميركي جورج بوش بعدم التدخل في شؤون العراق والعراقيين, وقال: "هذا ليس من اختصاصك. فاختصاصك هو الحروب والارهاب".