«المهايطي» كلمة يتداولها رجال القبائل وهي تعني عندما يتحول الانسان الى شخصية يغلب عليها الادعاء وحب الظهور والبروز بطريقة فجة ومبالغ بها امام الناس، ويجيدون الكلام ويتفنون بالمفردات اللغوية والمجاملات المبالغ بها والنفاق الاجتماعي والسياسي.
ان هذه التصرفات السيكوباتية (المرضية) يطلق عليها البعض دون فهم للامور تصرفات «مهايطية»!! والمقصود هنا ان هذه الشخصية هي تلك التي تستطيع ان تتصرف بمرونة وذكاء وحسن تصرف، يخالطون الجميع ولايجدون غضاضة في سبيل تحقيق اهدافهم ان يفعلوا ما يجعلهم يخرجون على السائد المألوف من الاعراف والقيم والاصول الاجتماعية، هذه الشخصية التي اطلق عليها شخصية «المهايطية» شخصية عجيبة في تصرفاتها، فهي لديها القدرة على القابلية للهضم والتمثل، فتراه مغرورا بنفسه وبعلاقاته مع الاخرين خاصة اصحاب السطوة والنخب، ويتعامل مع الامور باستهتار ويتهكم على الغير احيانا، ويدعي انه صاحب القدرة الفائقة على حل كل الامور فورا، وكذلك في القدرة على التخلص من المأزق وحل جميع المشاكل التي تواجهه وتواجه الاخرين!!,,, والغريب ان هذه الشخصيات «السيكوباتية» قد تنال اعجاب الكثيرين ومن هؤلاء بعض الشعراء والفنانين والسياسيين,,, الخ بل وهناك من يضرب فيهم المثل عندما يظهر اي موضوع والذي يحتاج الى حل وحين وفكر واع، بحيث لا يستطيع عليها إلا هذا «الفلتة» وهو لايملك في الحقيقة القدرة على ذلك، إلا انهم يتصورون وهما انه في مقدوره دائما ان يحقق كل شيء او ينجز اي «واسطة»,,, وتجدهم دائما يمارسون حب الظهور في الجرائد خاصة الافراح، ويركزون على اصحاب الجاه والسلطان بدعواتهم لافراحهم ويتناسون عامة الناس ويجعلونهم في المرتبة الاخيرة, ويحرصون على التعامل مع «المصورين» دائما وهم على أهبة الاستعداد لتصوير اي شخصية تحضر في «دواوينهم» او افراحهم ويقومون بالتصوير مع ضيوفهم ويقومون بتغطيتها بكافة الصحف والمجلات، وكذلك المحطات الفضائية اذا كان باستطاعتهم ذلك!! ويركزون هؤلاء دعواتهم «لاصحاب المناصب الموقتة»، ويتناسى هؤلاء «المهايطين» ان هؤلاء الناس موقتون في مناصبهم والاجدى بهم يركزون على اصدقائهم وهم الدائمون المخلصون!!
واذا نظرنا الى الشخصية «الغشيمة» في نظر المحبين لسلوك «المهايطية» لاتعدو ان تكون شخصية لا تتميز بالمرونة او خفة الظل,,, ومن هنا كان هذا «الغشيم»، على حد قول اصحاب النظرة العابرة والتي لا تقدر السلوك، شخصية جامدة عاجزة عن التكيف الاجتماعي الذي يجعل اصحابه في شكل مرن متفاعل!!
هذه النظرة القاصرة في تقويم السلوك تجعلنا ننبه الاذهان الى خطورة سلوك «المهايطي» المزيف المراوغ الذي يخرج من الاطار القيمي الى الاطار الذي يعتقده او يتخيله,,, وربما يكون محقا في اعتقاده، لان يشاهد الواقع المر الذي نعيشه الآن والذي طغت فيه المصالح المعنوية والمادية على حياتنا,,, واصبحت الناس غير واعية بما يدور في هذا الزمن.
فاذا كان «الغشيم» يعني التمسك بالقيم، و«المهايطي» هو سلوك انفصامي في الشخصية والتفريط في القيم فإن السلوك السوي يجد طريقه مع «الغشيم» اكثر مما يجده في سلوك «المهايطي» بما فيه من زيف وخداع واهانة لنفسه وهذه الشخصية لها جمهور كبير وعريض,,, هؤلاء الاشخاص «المهايطية» يستحقون الشفقة حقا!!
محام وكاتب كويتي