ما هي سياسات الادارة الاميركية تجاه الشرق الاوسط خلال الفترة الثانية من عهد الرئيس جورج بوش؟ كان هذا موضوع محاضرة في جمعية الشؤون الدولية القاها روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن، الذي يمثل الذراع الفكري والسياسي للوبي الاسرائيلي في العاصمة الاميركية امام ستين اردنياً من النشطاء فكرياً وسياسياً.

في البداية اكد لنا المحاضر ان فوز بوش بولاية ثانية يمثل قراراً من الشعب الاميركي بالموافقة على سياساته في عهده الاول، وان تلك السياسات تمثل الاتجاه الصحيح. وهو بذلك يناقض نتائج استطلاعات الرأي التي قررت ان الاغلبية ترى ان اميركا تسير بالاتجاه الخاطئ.

وكان المحاضر صادقاً عندما بشرنا بأن لا نتوقع تغييراً جوهرياً في السياسات الاميركية بل المزيد منها. وهو رأي يتفق عليه كثير من المحللين، وان كان بعضهم يتوقع ان يلطف بوش لهجته الاستعلائية وان يحاول ترميم الجسور مع الحلفاء.

واقر المحاضر ان سياسة اميركا تجاه الشرق الاوسط كانت تتلخص في التعامل مع الانظمة العربية ودعمها خدمة للاستقرار. و كانت هذه السياسة مجدية في عصر الحرب الباردة، ولم تعد كذلك عندما انتج الاستقرار مدرسة اسامة بن لادن.

كان الشرق الاوسط مهما لاميركا في جميع العهود ، اما الآن فإنه سيكون بؤرة الاهتمام الاولى للادارة الاميركية، ليس فقط فيما يتعلق بالنزاع العربي الاسرائيلي، بل فيما يخص التطرف الاسلامي الذي يفرخ الارهاب. والاصلاح المطلوب اميركياً لا يعني نشر الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان، بل وضع حد لانتاج وتصدير وتمويل التطرف الارهابي!... وفي هذا المجال فإن اميركا لن تفرض الاصلاح ولكنها تبحث عن مصلحين لكي تدعمهم!

اربع قضايا ستهتم بها السياسة الخارجية الاميركية تجاه الشرق الاوسط هي: العراق حيث يموت الاميركيون علي اساس يومي، والارهاب الذي يقض مضاجع اميركا، والاصلاح الذي يقضي على منابع الارهاب، وفلسطين التي تساعد في تجنيد الارهابيين.

واخيراً اقترح المحاضر ان ما يقوم به شارون لا يقل اهمية عما قام به رابين. وعندما يقرر الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات ولو ادى ذلك الى شق صفوف حزب الليكود، وتمرد ضباط الجيش الاسرائيلي، فإنه يستحق التقدير!!