أحمدالربعي


العملية العسكرية النوعية، التي أدت إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، جاءت متزامنة مع أداء أبو مازن اليمين الدستوري كزعيم فلسطيني منتخب، وهو ما أعطى لإسرائيل فرصة الإعلان عن وقف كل اتصال مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

إسرائيل ظلت وحيدة في احتجاجاتها وزعيقها على قتل جنودها، فالواقع الذي يعرفه الجميع أن القتال ضد جنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة داخل أراضي 1967، تدعمه القرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي واتفاقية جنيف. ولقد كنا نضع يدنا على قلوبنا ـ وما نزال ـ من عملية فلسطينية فوضوية، تستهدف المدنيين الإسرائيليين، وتعيد كل جهود الرئيس الفلسطيني المنتخب إلى المربع الأول، بعد الرسائل الواضحة التي أرسلها للإسرائيليين وللعالم، بأن الفلسطينيين جاهزون للسلام وأنهم يبحثون عن شريك.

أن يمد الفلسطينيون يدهم للسلام لا يعني أن يتوقفوا من مقاومة المحتل، فحتى الآن ليس هناك اتفاق سلام، ولا حتى مباحثات سلام، ولم تعلن هدنة بين الطرفين. ونعتقد أن عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تمثل ورقة تفاوضية جيدة في يد الرئيس المنتخب محمود عباس، وخاصة في مسألة وقف إطلاق النار بين الطرفين.

المتابعة الإعلامية لحادث مقتل الجنود الإسرائيليين في وسائل الإعلام العالمي، كانت متابعة خبرية بحتة، ولم تستطع صور الجنود القتلى إثارة الرأي العام العالمي ضد الفلسطينيين، ولم تنتج آلة الإعلام الإسرائيلي في استدرار عطف العالم، على عكس عمليات قتل النساء والأطفال في المقاهي والشوارع، التي أضرت القضية الفلسطينية، وأعطت لشارون وحكومته أعذارا لاقتحام المدن والقرى الفلسطينية والعيث فيها فسادا.

أبو مازن في خطاب تنصيبه كان واضحا ودقيقا، تكلم كرجل دولة ورجل سلام. والعمليات الفلسطينية العسكرية ضد قوات الاحتلال، لن تضعف الرئيس المنتخب، بل ستقويه، شريطة ألا يفاجئنا أحد بعملية فوضوية ضد المدنيين، وهو ما يتمناه شارون واليمين الفلسطيني.