لم يصب الاحتلال الاميركي العراق وحده كما ان الولايات المتحدة في احتلالها للعراق لم تكن تتقصده وحده بعيدا عما يحيط به ، الواقع يقول عكس ذلك ويؤكد ان الدولة العظمى التي قطعت قواتها آلاف الكيلومترات من اجل الوصول الى هدفها الاكبر وضعت في اعتبارها ، ربما وضمن الرؤية الاستراتيجية ، ان ماسوف يصيب العراق سيكون له تأثيره على محيطه وما هو أبعد وان المنطقة بكاملها يجب ان تهتز على الواقع الجديد الذي عليها ان تعترف به وان تتعامل معه بواقعية وان تتحمل بالتالي مؤثراته وما سوف يفرزه من مضامين جديدة .
في واقع الامر ماحصل في العراق هو زلزال خطير اين منه زلزال آسيا الاخير وامواج تسونامي ، انه الحركة الاكثر خطورة من كل ماتتحرك به الارض وتفرضه على المنطقة التي تقع فيها . سوف نقول ان لاشيء يشبه احتلال الولايات المتحدة للعراق لامن قريب او بعيد وان الزلزال الاميركي الذي بدأ منذ ساعته سوف يدوم طويلا وبعدد السنين التي سيقضيها في العراق ، الا ان تردداته ستكون الاعنف داخل العراق نفسه وفي محيطه وحتى لو انسحب الجيش الاميركي بعد ساعات.
مايحصل في الكويت وكذلك في السعودية لن يكون مرور الكرام .. انه التردد الذي نشأ عن ذلك الاحتلال والدول التي اعادت النظر بواقعها الاستخباراتي بعد الوجود الاميركي في المنطقة اخذت بعين نافذة واقعة ذلك التأثير وطبيعة الترددات التي سوف تنشأ عن واقع جديد سوف يكلف في كل الحالات الكثير من ردود الفعل التي لن تكون عفوية كما انها لن تكون محاصرة لانها سوف تتمدد وتأخذ لها اشكالا مختلفة ونوعيات من الاعمال غير المتوقعة ، وان تم توقعها فقد لايمكن فرض الحصار عليها نظرا لقدراتها على التعامل بواقع متحرك . .
لن يكون احتلال العراق منذ اقل من سنتين حالة خاصة بالعراق . ولسوف يكون امام الولايات المتحدة التي لن تستطيع ترتيب امورها في العراق ان تصاب بالتخاذل الامني وغير الامني وان ينعكس هذا الامر على المحيط العراقي لتتكون على اثره شتى الاحتمالات التي يمكن ان يتوقعها الاميركي او لم تكن بحسبانه .
ولهذا ، لن يكون مفاجئا ان تتحرك آلة الارهاب في محيط العراق لتنفيذ مشاريعها التي تساهم في رفع الغطاء عنها . بل ان تلك العمليات لم تكن لتنفذ اساسا لولا الافرازات التي نشأت عن الاحتلال الاميركي ، ومن المقدر امام كل تعثر اميركي في العراق ان يقوى التحرك الارهابي في المنطقة وان تقوى مصادره وان تتسع دائرته وان يصبح اكثر معافاة .
الاحتلال الاميركي للعراق مسؤول عن كل تخريب يحصل في المنطقة ، وهو ايضا مسؤول عن مستقبل كل حركة نائمة او متحركة تهدف الى اصابة اركان الامن فيها . وكل نظرة الى مايجري في بعض المحيط العراقي عليها ان تفهم ان المشكلة هي في الوجود الاميركي والتي سوف تزداد على وقع مفاجآت يفترض ان يتحسب لها الجميع .