نستنكر قتل النفس التي خلقها الله سبحانه وتعالى باسم الاسلام، ونشد على يد المجتمع في نبذ تلك السلوكيات الشاذة التي تقوم بها مجموعة من الشباب المغرر بهم من الذين باتوا يعيثون فسادا بأمن واستقرار البشر ويستهينون بحياة الأبرياء من الناس خلافا لما جبل عليه أهل الكويت, ولكن ليس من المفترض أن نقف عند حادث حولي الارهابي الأخير من خلال رفع سلاح الاستنكار والشجب فقط، بل علينا جميعا العمل جادين على تشخيص الدوافع الكامنة والعوامل المشجعة التي أوجدت الأرضية والمناخ المناسبين لظهور هذا النوع من السلوك المتطرف والعمل الارهابي في جانب؟! وفي جانب آخر علينا أن نتحلى بالموضوعية حين نشير الى أصابع الاتهام لهؤلاء الشباب المغرر بهم دون النظر الى الأسباب التي أوصلتهم الى امتلاك دوافع ارتكاب ما فعلوه من جرائم.
فما السلوك الارهابي الذي جاء به هؤلاء الشباب الا كونه يستند الى فكر الغائي يتعامل مع بقية الأفكار والرؤى والاعتقادات على أنها باطلة، وينبذ التعددية ويختزل الحق في ذاته مع نزعة الى التعصب ومسحة من تفسيق وتكفير المخالفين من دعاة الأفكار والرؤى والاعتقادات الأخرى، وهذا النوع من الفكر الذي يخالف فطرة الانسان التي جعلها الله سبحانه وتعالى عنوانا رئيسا لتشكيل سلوكيات وأخلاقيات البشر، هذا الفكر لا يمكن الا أن يوصل معتنقيه الا الى ما وصلوا اليه اليوم من حال.
من هنا علينا أن نشير الى البيئة التي أوجدت هذا النوع من الفكر، خصوصا أن العوامل المشجعة كثيرة وبيّنة، فالفساد انتشر على حساب الصلاح، والرذيلة عمّت على حساب الفضيلة، والأجنبي بات يتحكم بمقدرات الشعب كما يشاء الى درجة أصبح هو صاحب الهيبة والطاعة على حساب أهل البلد، ولا يمكن أن نلوم من تحركت مشاعرهم تجاه رفض تلك التطورات التي لا يقبلها الله سبحانه وتعالى ولا عباده!
كما أن غض النظر الذي تتبعه الحكومة وهي ترى من يمارس التفسخ والانحلال ويسعى الى هيمنة التغريب الثقافي والفكري في المجتمع جهارا نهارا يعد من الأسباب الرئيسة وراء ضجر وسخط وامتعاض الكثير من الناس ممن يرون عقيدتهم الاسلامية تهتك وقيمهم ومبادئهم وثوابتهم تداس وكرامتهم الاجتماعية تصبح جزءا من الماضي.
وللمجتمع دوره في تحمل جزء كبير من المسؤولية في تهاونه بعقيدة الله سبحانه وتعالى، وفي استسلامه للأمر الواقع دون الحركة باتجاه حمل سلاح توعية أبنائه بخطورة التمادي في خرق مبادئ وثوابت العقيدة والأسس التي قامت عليها مواد دستور البلاد، وما لم تتصد للدفاع عن ذلك يصبح من الطبيعي أن تتجه تلك الجماعات الشبابية الى ارتكاب تلك الأعمال الشنيعة.