القاهرة من محمد سليمان: يحتل الفنان هاني رمزي مكانة لا بأس بها وسط نجوم الكوميديا الجدد في السينما المصرية .. فقد نجح بأفلامه مثل : « محامي خلع » و« زواج بقرار جمهوري » و « عايز حقي » و « حياة قلبي وأفراحه » في أن يقدم كوميديا نظيفة متبلة بأفكار سياسية واجتماعية وإذا كان فيلمه الأخير « غبي منه فيه » أقل من أعماله السابقة في الإيرادات والنجاح.وجعله عرضة لهجوم نقدي عنيف، فإنه يحاول تجاوز هذه التجربة بعمله السينمائي الجديد «مستر أبو العربي وصل» الذي يسعى لعرضه في عيد الأضحى المبارك بمصر والدول العربية ، «البيان» التقته وأجرت معه الحوار التالي:

ـ ما الجديد الذي تقدمه في فيلمك الجديد «أبو العربي وصل » ؟
ـ كل شئ في هذا الفيلم جديد .. فالقصة أكثر من رائعة والتي كتبها طارق عبد الجليل ومعي منة شلبي ووحيد سيف وحجاج عبد العظيم وسليمان عيد.
ومن خلال أحداث الفيلم أقدم شخصية الشاب أبو العربي البورسعيدي الذي يمتلك طموحاً قوياً ، ولكن الظروف المحيطة به تشعره بالإحباط فيقرر الهجرة لأوروبا لتحقيق أحلامه وهنا يبدأ في التعرض لمواقف متناقضة ومتباينة.

ـ البعض يردد أنك تستثمر شخصية أبو العربي التراثية في منطقة بورسعيد للحصول على أقصى قدر من النجاح ؟
ـ كلنا يعمل وهدفنا الأول والأخير النجاح وأنا لا أدخل في عمل إلا إذا كان سيحقق لي نجاحا معينا، ولذا أحسبها بشكل دقيق .. طبعاً كلنا لا نمتلك القدرة على توقع نجاح العمل من عدمه لكننا نسعى لذلك النجاح من خلال القصة الجيدة والجديدة والاجتهاد في الأداء والتوفيق في النهاية من عند الله .
في فيلم «أبو العربي» أعجبني السيناريو وأخذت اعد نفسي للقصة أربعة أشهر طبعاً أعرف شخصية أبو العربي التراثية المشهورة بالكذب لكنني أقدمها في قالب لطيف يناقش مشاكل هذه الأيام ويتضمن الفيلم غناء حيث أقدم 3 أغنيات مع منه شلبي من تأليف عنتر هلال وألحان عصام كاريكا .

ـ وهل شعرت بخيبة أمل لعدم نجاح «غبي منه فيه كما توقعت ؟
ـ الفيلم بشكل واقعي كان جديداً ومختلفا ، وهو كوميديا صرفة تعتمد على الموقف بدون أفيهات أو نكت وقد تعبت فيه كثيراً مع المخرج رامي إمام ورغم ذلك حقق إيرادات لا بأس بها وأعجب من شاهده لكن مقارنته بأفلامي السابقة ظلم له .
كما تعامل معه النقاد بشكل ظلمه فأشاعوا أنني أقلد جيم كاري وأن الفيلم مقتبس من فيلم أميركي .. وطبعاً الذين شاهدوا الفيلم اكتشفوا زيف كل هذه الكتابات . ورغم ذلك الفيلم حقق هدفه .

ـ لكن قيل بعد هذا الفيلم أن هاني رمزي ابتعد عن الأفلام السياسية ليقدم الضحك غير الهادف ؟
ـ لقد سمعت هذا الكلام وأحزنني لأنني ممثل وليس المطلوب مني أن أحول أفلامي لمنشور سياسي ولمواقف نضالية فأنا أقدم فنا يحاول الاشتباك مع مشكلات الشباب ومناقشتها بعقل هادئ . وإذا رأى أحد أن فيلمي يقدم الضحك فقط فالضحك في رأيي هدف نبيل ، وهو ضروري لإنعاش الجمهور ولتحقيق المتعة له .

ـ هناك كثيرون ينتقدون أفلام الكوميديا ويعتبرونك وجيلك مجرد مضحكاتية ويرونكم سبب أزمة السينما المصرية ؟
ـ لابد للنقد أن يكون موضوعياً حتى نشغل أنفسنا به ولكي يحترمه الجمهور أيضا .. وعلى من ينتقد أفلام الكوميديا أن يفسر سر إقبال الجمهور عليها ، وأنا أقول أن الجمهور يحتاج لذلك وهو جمهور ذكي ولا يمكن لأحد أن يضحك عليه فهذا الجمهور مل من أفلام المخدرات والجاسوسية ومن الطبيعي أن يتجه للكوميديا .
وإذا قالوا عنا أننا «مضحكاتية» فهذا يرضينا ، والحمد لله قد أثبتنا وجودنا وقدمنا أعمالا جيدة، أما أزمة السينما المصرية فهذه لا دخل لي فيها ولا جيلي لأننا ظهرنا والأزمة موجودة بل أن أفلامنا وهذه حقيقة هي التي أنعشت الإنتاج السينمائي وأعادت منتجين كانوا قد قرروا اعتزال الإنتاج نهائيا لخسائرهم الفادحة في أفلام المقاولات .