الكويت من يوسف علاونة: كشفت آخر المعلومات التي وردت عن العملية التي شنتها القوات الخاصة الكويتية على مخبأ للمتطرفين في منطقة أم الهيمان مساء امس الاول وشهدت اشتباكات اسفرت عن مقتل مطلوب سعودي واصابة 3 عناصر أمن ان هؤلاء المتشددين الذي يعتقد بارتباطهم بتنظيم ''القاعدة'' الارهابي كانوا يخططون لاحتجاز أميركيين رهائن وتنفيذ عمليات قطع الرؤوس كتلك التي شهدها العراق بعد عمليات خطف الأجانب·واشارت المعلومات الى أن المخبأ الذي تمت مداهمته كان يضم كدسا من المواد المرتبطة بصناعة المتفجرات الى جانب لافتات سوداء كتب عليها عبارة (لا إله إلا الله) وأقنعة سوداء وكاميرا فيديو للتصوير، وهو ما يظهر أنه إعداد لمسرح عمليات ذبح تشبه تلك التي قام بها ارهابيون من جماعة الزرقاوي في العراق وعبد العزيز المقرن في السعودية·
واضافت ان المتطرف الذي قتل في الاشتباك وهو سعودي يدعى حماد عاثق عطية العنزي، كما اشارت الى توقيف ثلاثة آخرين جميعهم كويتيون وليس واحدا كما تردد في وقت سابق· وعثر في المكان على مواد سريعة الاشتعال ومساحيق كيماوية واسلاك كهربائية وصواعق للتفجيرات ومواد لاصقة، كما تم رصد براميل سوداء كثيرة تحتوي على مواد سريعة الاشتعال وكيس يحوي مادة النيترات الى جانب كراسة مكتوبة بخط اليد لكيفية تصنيع القنابل والمتفجرات واخرى مطبوعة بدا انها منسوخة من موقع على شبكة الانترنت للغرض نفسه بالإضافة إلى مخططات لتفجير ارتال عسكرية ومواقع اميركية، وقائمة بأسماء ضباط في جهاز الأمن الكويتي وخطة لتفجير مبنى أمن الدولة عبر سيارة مفخخة كبيرة وفيلم فيديو يصور عناصر المجموعة يحتفلون بعملية ميدان حولي التي قتل فيها عنصران من قوات الأمن الاثنين الماضي· وقالت مصادر امنية ان الاعترافات الاولية للمعتقلين دلت على انهم كانوا يسعون لتنفيذ سلسلة اغتيالات بحق مسؤولين في الدولة الى جانب تفجير مناطق حيوية وحساسة·
وجاء في تفاصيل العملية، انه عند الساعة الواحدة ظهر السبت قامت قوة من أربعة عناصر امنية بدهم أحد المنازل بناء على معلومات مسبقة أفادت أن مجموعة من المشتبه بهم تختبئ فيه لتفاجأ بانهمار الرصاص عليهم حيث أصيب ثلاثة منهم بجروح· وطلبت القوة اسناداً من القوات الخاصة وفرقة الاقتحام ليتم اقفال المنطقة التي انتشر فيها مئات العسكريين وعناصر الشرطة معززين بنحو 30 مدرعة وبأربع مروحيات التي حلقت بحثاً عن عدد من الجناة الذين فروا· فيما استمرت الاشتباكات نحو ثلاث ساعات حتى الرابعة من بعد الظهر إذ نجح بعض الجناة الذين يقدر عددهم بين خمسة الى ستة في الهرب عن طريق تسلق اسطح المنازل المجاورة، حيث قام احدهم باجبار أحد المدنيين على التخلي عن سيارته بتهديد السلاح والفرار بها، فيما تمكن آخر من الفرار عندما نجح في العبور الى المنزل المجاور وقام بارتداء عباءة نسائية اخفى داخلها سلاحا من نوع كلاشينكوف·
وعممت وزارة الداخلية الكويتية أوصاف سيارتي تويوتا لاندكروزر بيضاء طراز 2003 واخرى شيفروليه بيضاء اللون موديل 2002 عثر عليها في وقت لاحق· وروى صاحب السيارة الكروزر ويدعى عبد الله العازمي كيف استولى المسلحون على سيارته، حيث قال انه عند الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة بينما كان يحمل أمتعة مخيم البر مع زوجته اوقف السيارة شخصان راجلان خرجا من ممر صغير وتبعهما خمسة مسلحين آخرين وجميعهم يحملون رشاشات كلاشينكوف وطالبوه وزوجته بالنزول من السيارة بعد إطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء من الأسلحة التي بحوزتهم· واضاف أن قائد المجموعة في الثلاثينات واستسمح زوجته قائلا باللهجة البدوية ''السموحة يا بنت العم''، مع وعد بأن السيارة ستكون سالمة وفي الحفظ والصون!· وقال مصدر أمني ان بين الفارين سعوديين على الاقل·ودعت وزارة الداخلية الكويتية المواطنين والمقيمين لأن يكونوا عينا يقظة على أمن الوطن ويمدوا يد العون لإخوانهم رجال الأمن في الابلاغ عن أي وجود أو تحركات لأشخاص يشتبه بأنهم من الارهابيين وذلك بالاتصال على هواتف الطوارئ المعروفة على مدار الساعة، وقالت إنه سيتم التعامل مع كافة الاتصالات الواردة بهذا الخصوص بسرية تامة، محذرة في الوقت نفسه من الملاحقة القانونية لكل من يتستر أو يؤوي أو يساعد بأي شكل من الأشكال أياً من المطلوبين للجهات الأمنية·
وقالت الوزارة في بيانها ان قوات الأمن تمشط المنطقة لكن المشكلة انها منطقة سكنية وثمة عوائل فيها ومن الصعب استخدام العنف والقوة والمجموعة الفارة التي يتراوح عدد أعضائها ما بين 4 أو 5 أفراد ينتقلون من بيت إلى بيت· ودعا نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الصباح بدوره المواطنين والمقيمين الى أن يكونوا عيوناً ساهرة مع رجال الامن، مطالبا بتعاون الجميع الى أقصى حد للتخلص من هذه ''الشرذمة الشاذة''·
واستمرت عمليات التمشيط امس وسط حالة استنفار قصوى، وشملت منازل القطعة الثانية في المنطقة التي يبلغ سكانها بضعة آلاف وبعض المنازل غير المكتملة التشييد مع عمليات تمشيط للمناطق الصحراوية حتى الحدود السعودية· فيما شل الحادث الحياة في المنطقة التي فضل الكثيرون من سكانها المبيت بأماكن أخرى لدى أقاربهم ومعارفهم ريثما تنجلي الأمور·
واستجوب عناصر الأمن صاحب المنزل الذي تحصنت فيه المجموعة وهو عسكري في وزارة الداخلية، حيث قال انهم استولوا على البيت من دون علمه ولم يكن يعلم عنهم شيئاً، لكن التحقيقات دلت على انه أجّر منزله للجناة من دون أن يعلم بنياتهم· في وقت لوحظ وجود حالة استنفار لدى القوات الأميركية في محيط معسكرها الرئيسي القريب من مكان الحادث، لا سيما بعد تجديد السفارة الأميركية دعوة الآلاف من رعاياها إلى توخي الحذر الشديد، ونبهت في موقعها على الانترنت الاميركيين الى ضرورة تجنب الاماكن القريبة من عريفجان وام الهيمان لأن عددا من المشبوهين الذين شاركوا في الاشتباك قد يكونون فارين·
وترددت أنباء عن تعرض رتل اميركي لاطلاق نار بالقرب من جسر منطقة كبد التي تضم مزارع وحظائر ماشية في أطراف الصحراء الكويتية، لكن المصادر الرسمية أفادت أن الأميركيين اشتبهوا بمواطن يقوم بتصويرهم بهاتفه النقال فقبضوا عليه وسلموه للأمن الذي أطلق سراحه لاحقا لأنه كان يصور بنية حسنة·
وشددت الحراسة ايضا على الحدود المشتركة مع كل من السعودية والعراق، كما لوحظ انتشار أمني قرب معظم المنشآت الهامة كالمطار وحقول النفط والمصافي والطرق التي تستخدمها القوات الاميركية من وإلى العراق· فيما عرض التلفزيون الكويتي ومحطة الراي لقطات من زيارة وزير الصحة محمد الجار الله لجريح من فرقة الأمن الخاصة الذي تحدث كيف أن أعضاء المجموعة رموه ورفاقه وكأنهم طيور حمام بينما هم يصرخون عليهم بأنهم كفار·
كما تواصلت حملة المداهمات في مناطق الجهراء والرحاب وبعض المخيمات الربيعية في منطقة الصبية إلى الشمال من الكويت العاصمة وقريبا من الحدود العراقية· فيما جرى التحفظ على تنقل وسفر من لديهم سجلات أمنية لدى الأمن الكويتي ممن عرفوا في السابق بأن لهم علاقة بما يسمى (الفكر التكفيري) وأولئك الذين شاركوا في (الجهاد) الأفغاني وفي الشيشان والبوسنة والهرسك أو حاولوا التسلل أو الذهاب إلى العراق·
وكررت الجمعيات الاسلامية الكويتية استنكارها لما جرى في أم الهيمان وميدان حولي، وقالت ان هذه الاحداث الاجرامية المؤلمة نشجبها وندينها ونرفضها رفضا تاما ونعلن وقوفنا جميعا صفا واحدا ضد هذا العبث الذي لا يستفيد منه الا اعداء الاسلام· فيما اعلنت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم ''المجاهدون في الكويت'' في بيان على موقع على شبكة الانترنت مسؤوليتها عن الاشتباك الدامي في ام الهيمان، واشارت الى مقتل 4 جنود كويتيين في الاشتباك، فيما قتل احد عناصرها ويدعى ''ابو البراء القندهاري'' وتمكن ''ابو محمد الكويتي'' من كسر الطوق والهروب من المنطقة·