الملازم أول حمد محمد الأيوبي والرقيب أيمن رشود الرشود، شابان كويتيان يعملان في سلك الأمن لخدمة وطنهما، يغادران منزليهما في صباح كل يوم، ويعودان إلى ذويهما في نهاية يوم عمل مضن من أجل توفير لقمة العيش لعائلتيهما ولأبنائهما. يتميزان بقدر عال من الأخلاق والالتزام والانضباط، وقبل ذلك بالولاء لوطنهما الكويت.
يوم العاشر من يناير الحالي، أبى الإرهاب الحاقد إلا أن يسكت صوتيهما، ويدمي قلوب أهاليهما، ويزرع القهر والحرمان والأسى في نفوس وقلوب والديهما وأبنائهما وأقاربهما. فانبرى إرهابي مطلوب للعدالة، وأطلق النار على مجموعة من رجال الأمن الكويتيين أثناء تأدية واجبهم. فكانت النتيجة إزهاق روحين، وانتزاع شخصين بريئين لا ذنب لهما من بين أحضان ذويهما.
لا نعرف ما إذا كان قادة الفكر الإرهابي الذين يتشدقون بمحاربة الكفرة والنصارى واليهود كما يزعمون، قد أدركوا أن اللذين أزهقت رصاصات الغدر أرواحهما في دولة الكويت الشقيقة، لا هما بنصارى ولا يهود ولا كفرة ولا إمبرياليين ولا محتلين. بل هما مسلمان مسالمان لم تتلوث أياديهما بأية جريمة قذرة كتلك الجرائم التي يرتكبها أولئك المنتمون للجماعات الإرهابية.
ولا ندري ما إذا كان أولئك الذين يدافعون نهارا جهارا عن الإرهاب والإرهابيين في وسائل الإعلام وفي أحاديثهم المتلفزة، سينامون قريري الأعين، بعد أن تسببت أفكارهم وآراؤهم وتعليماتهم وتصوراتهم الشيطانية، في غسل أدمغة بعض الشباب، ودفعهم لارتكاب جرائم يندى لها الجبين؟
الكويت لن تخيفها عملية إرهابية من صبيان متخلفين لا فكر لهم ولا منهج ولا منطق. فهي دولة أقوى من أن يهزها شخص أحمق، قرر في لحظة تجلٍ مع تعليمات " المتأفغنين" من العرب، وممن أصابتهم أفكار أسامة بن لادن وإيمن الظواهري والزرقاوي، بلوث وتخلف، أن يسفك دماء شباب أبرياء، هم أبناء وطنه، ومن لحمه ودمه.
سوف يخرج علينا البعض من قادة الفكر الظلامي الجهنمي، بتفسيرات حمقاء، تصب الزيت على النار، وتدافع عن حمقى ومجرمين، لا مانع لديهم من اتباع تعليمات صادرة من "أمراء الظلام"، يعملون في الخفاء لزرع الفساد في بلاد الإسلام والمسلمين. ونحن بدورنا نقول لهؤلاء إن تفسيراتكم في تبرير بروز وانتشار ظاهرة الإرهاب، واتهام الحكومات المسلمة بالكفر والارتداد عن الدين، ما هي إلا هراء يراد به تبرير سفك الدماء.
فمما لا شك فيه أن أصحاب الفكر والتعليم الظلامي الذين يتخذون من الدين ستارا، وهم أبعد ما يكونون عن الدين، قد لعبوا دورا كبيرا في تنامي الإرهاب. فغسل أدمغة تلاميذ المدارس وطلاب وطالبات المعاهد الدينية بالهوس بالماضي وبالنرجسية وبعداء كل من يختلف في الرأي مع من يطلقون على أنفسهم "رجال الدين"، وبالعداء لكل من هو غير مسلم، ومعاداة العقل والحداثة، أدى إلى ظهور هذه الفئة من المراهقين فكريا ومن الجهلاء دينيا وفقهيا... يعتبرون أنفسهم فوق الجميع، فيحملون السلاح ويبررون سفك الدماء وقتل الأبرياء وترويع الآمنين وزرع الفساد في بلاد الإسلام.
الكويت بخير، فالإرهاب شيطان دخيل على هذا المجتمع، وأهل الكويت لديهم ما يكفي من الوعي بما يجري حولهم، ولن تخيفهم طلقة رصاصة من إرهابي جاهل... فلو أن الأوطان تتأثر بعمل إرهابي هنا أو هناك، لانهارت أمم وشعوب ودول منذ زمن بعيد، ولما بقيت على خريطة الجغرافيا دولة منها.
حمى الله الكويت وشعبها من الإرهاب وقادة الظلام.