تونس - رشيد خشانة: توقعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الـ "أليكسو" أن يصل عدد الأميين في العالم العربي الى سبعين مليون شخص هذا العام محذرة من أن هده النسبة تقارب ضعف المتوسط العالمي. وبالمقابل أفادت دراسة أعدها خبير المعلوماتية التونسي الدكتور محمد بن أحمد أن حصة مستخدمي الانترنت في العالم العربي لاتتجاوز 2,0 في المئة من العدد الاجمالي للمستخدمين في العالم.
وأظهر تقرير داخلي أعدته "الأليكسو" وقدم الى اجتماع مجلسها التنفيدي الذي يضم وزراء التربية العرب عقده في تونس الشهر الماضي أن عدد الأميين الاناث يعادل ضعف الذكور, وحضت المنظمة البلدان العربية على "زيادة الجهود من أجل الوصول الى المتوسط العالمي". وأفاد التقرير أن أعداد الأميين الذين يزيد سنهم عن 15 سنة في تزايد مستمر في العالم العربي خلال ثلث القرن الماضي اذ ارتفعت من خمسين مليوناً في السنة 1970 الى 61 مليوناً في السنة 1990 ثم الى 70 مليوناً حالياً أي بمتوسط يزيد عن 35 في المئة من السكان فيما يقل المتوسط العالمي عن 19 في المئة. لكنه أظهر في المقابل تراجعاً لنسب الأمية التي نزلت في الفترة نفسها من 73 في المئة الى 48 في المئة ثم الى نحو 35.6 في المئة حالياً.
وبحسب التقرير الذي حصلت "الحياة" على ملخص عنه احتلت مصر المرتبة الأولى بـ 17 مليون أمي بحكم حجمها السكاني تلتها السودان فالجزائر ثم المغرب واليمن. اما الاوفر حظاً من الدول الـ 21 الاعضاء في الاليسكو بحسب التقرير فهي "البلدان الصغيرة" التي تتوفر لديها الموارد مثل الامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت اضافة الى الفلسطينيين.
وأظهرت دراسة مقارنة استندت عليها الأليكسو أن نسبة الأمية في العالم العربي ستصبح الأولى في العالم خلال السنة الجارية بعدما كانت الثانية بعد أفريقيا. ونزلت نسبة الأميين في أفريقيا من أكثر من 40 في المئة في السنة 2000 الى نحو 35 في المئة حالياً.
وبحسب التقرير (ا ف ب) فإن عدد الاميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن 15 عاماً, ارتفع عموماً من 50 مليونا (73 في المئة) في 1970 الى 61 مليونا في 1990 (48.7 %) ويتوقع ان يصل الى 70 مليوناً (35.6 %) هذا العام. واول المعنيين هم النساء اللواتي يعاني نصفهن تقريباً من آفة الامية (46.5 %) كما تؤكد الوثيقة, مستندة الى معطيات حصلت عليها الاليكسو من الدول الاعضاء.
وفي الاونة الاخيرة دق مديرها العام المنجي بوسنينة ناقوس الخطر لجهة تزايد عدد الاميين بين الشعوب العربية. واكد ضرورة اعادة النظر في الجهود المبذولة منذ نصف قرن للحد من هذه الظاهرة التي تشكل "عائقاً حقيقياً امام التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية".
واشار التقرير الى ان الدول العربية اخفقت في بلوغ الهدف لخفض معدل الامية الى النصف لدى الراشدين في العام الفين كما كانت تعهدت في المؤتمر العالمي الاول حول التربية للجميع في 1990 في جومتين (تايلاند). واليوم حذر بوسنينة الذي تضم منظمته منذ 1980 صندوقاً عربياً لمكافحة الامية وتعليم البالغين من "ان الوضع مقلق ويتطلب جهودا جدية".
ولفتت المنظمة في تقريرها الى الحاجة لـ "ارادة سياسية" تضع الامية في سلم اولوياتها كما أكدت ضرورة مراجعة برامجها والتصدي لـ "الفوارق الخطيرة" بين الجنسين في مجال التربية. وشددت على ضرورة توسيع التعليم والتدريب ليشمل كل المستويات وبالوسائل شتى وبخاصة التكنولوجيات الجديدة بغية اتاحة فرص العلم والمعرفة امام الجميع. ذلك دعت الى بذل جهود خاصة لتحسين مصير النساء في الارياف وافساح المجال ايضاً امام الرحل واللاجئين والمهاجرين والسجناء في العالم العربي.