الكويت من مشاري الذايدي «أم الهيمان» أحد التجمعات السكانية الكويتية البعيدة عن مركز العاصمة، كانت هي المسرح الأخير لأبرز مواجهة أمنية بين الحكومة الكويتية وعناصر متهمين بالانتماء لجماعة عنف دينية.
فما هي منطقة أم الهيمان؟
تأتي هذه المنطقة في الدائرة الانتخابية الواقعة في أقصى نقطة جنوبية من الخريطة الانتخابية، بعد مناطق انتخابية أخرى جنوبية مثل الرقة والصباحية.
وتحمل رقم الدائرة 25، وهي الدائرة التي تضم الزور ـ الوفرة ـ جابر العلي. أبرز ملمح يميز أم الهيمان هو أنها مغلقة تقريبا، على قبيلة العوازم، وباستمرار يصل إلى مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي مرشحان من هذه القبيلة.
وحسبما لاحظ احد المتابعين، فان المشاركين المتشددين في العملية الأخيرة لا ينتمون لهذه القبيلة، مما يعني أنهم قد استأجروا منازل من آخرين في المنطقة، وأحيانا يكون الاستئجار من «الباطن» أي مستأجر عن طريق مستأجر آخر أيضا. ومما يساعد على هذا أيضا وجود تجمعات أخرى لبعض القبائل، مثل العجمان، وان كانت الكثافة الأساسية هي للعوازم كما تشهد به نتائج الدورات الانتخابية. ففي الدورة الأخيرة لمجلس الأمة صعد عن العوازم كل من النائبين عبد الله راعي الفحما ومرزوق الحبيني، وأما في دورة 1999 ففاز مجبل العازمي ومرزوق العازمي أيضا.
وطبقا لكلام نائب برلماني ووزير حكومي سابق، فان منطقة ام الهيمان لا تعرف في عمليتها الانتخابية اي صراع سياسي ايديولوجي، بل تنطلق من بعد عشائري.
وحسب ملاحظات المتابعين فان اغلب النشاطات الدينية العنيفة تكثفت في المناطق الجنوبية، مع بعض الاستثناءات، مثل حادثة جزيرة فيلكا التي حاول فيها بعض المتشددين الإسلاميين قتل عسكر أميركيين، وقاد هذه العملية عنصر لا ينتمي للكتلة السكانية الجنوبية ذات السمة البدوية، هو «الحضري» انس الكندري.
تاريخيا يعود تاريخ السكن في ام الهيمان إلى عام 1977، وأقيمت فيها مشاريع سكنية لذوي الدخل المحدود، وجرى توزيع البيوت على المواطنين على دفعات كان أولاها عام 1996ـ1997 مما يعني انه من المناطق السكنية الجديدة نسبيا، عكس جارتيها الرقة والصباحية، حسب تقرير مركز القبس للمعلومات.
وطبقا لهذا التقرير فإن تسمية «ام الهيمان» تعود الى مجموعة آبار تقع على بعد 5 كيلومترات جنوب الشعيبة، وتبعد عن العاصمة حوالي 56 كيلومترا وعن الجنوب الشرقي لمدينة الاحمدي 15 كيلومترا، ويمر بها الطريق الساحلي الواصل بين مدينة الخفجي ومدينة الكويت، وسطح المنطقة سهل ساحلي تغطيه الفرشات الرملية المعروفة محليا باسم «الدكاك» وبعض السبخات، والهيمان جمع هيام، والهيام بئر حفرت في ارض رملية، لا تتماسك فهي هايمة او هيام، والهيام منطقة جرداء، او ارض مقفرة، لا ماء فيها للشرب.
ومن المهم الاشارة هنا الى ان منطقة ام الهيمان اشتهرت بقصة اخرى في الجدل السياسي والاعلامي الكويتي، حيث ثارت قضية التلوث البيئي في المنطقة بسبب قرب مصانع البترول وغيرها الى مدى 5 كيلومترات، وحسب تقرير القبس فقد كانت دراسة صادرة عن مجلس حماية البيئة اجريت صيف 1993 كشفت ان الذين يقطنون فيها يعانون من الربو الشعبي، والامراض المزمنة كالتهابات الشعب، وامراض القلب، ولا يستطيعون معايشة الجو هناك نظرا لعدم صلاحية الهواء، ولذلك فانه في عام 1995 قدم اقتراح بنقل «ام الهيمان» الى منطقة اخرى تسمى «عريفجان» لكن المجلس البلدي رفضه.
وكان 24 نائبا في البرلمان قد تقدموا في 1 يونيو (حزيران) 2004 بطلب عقد جلسة خاصة عن مشكلة تلوث ام الهيمان.