الكويت من أنور الياسين: كشفت مصادر أمنية كويتية قريبة جدا من التحقيقات التي بدأت لكشف غموض العمليتين المسلحتين التي جرت مؤخرا ومدى ارتباطها بتنظيمات إرهابية أن معظم من اعتقلوا أو قتلوا هم ممن عادوا من الفلوجة مؤخرا وبالتحديد في بداية نوفمبر الماضي.
ويبدو أن الخيط الأساسي لظهور جماعة "المجاهدين في الفلوجة" بدأ من الحدود الكويتية وصولا لسوريا وانتقالا إلى العراق, وعندما بدأت بعض العناصر الإرهابية اللتين تعتنق فكر الجهاد في الكويت الرحيل إلى سوريا ومن ثم إلى المثلث السني في العراق لقتال الأمريكيين وتجنيد بعض العناصر الكويتية الشابة تحت شعار (من أجل الجنة لابد أن تذهب للفلوجة) فالجهاد هناك هو أقصى ما يحلم به الإنسان المجاهد، إلا أن الخيط السوري وتسليم بعض الشباب المغرر بهم قاد الأمن لمراقبة البعض واكتشاف الخلية التي ترسل المتطوعين.
ونشأ خلف هذا الستار مجموعة الإرهابي فواز العتيبي الذي قتل في حولي والذي ذهب إلى هناك عدة مرات بعد تأثير خلية الجهراء التي أقنعته بهذا الفكر، فضلا عن أن أحد المساجد معروف في المنطقة بأنه مأوى ومنطلق لفكر هذه الجماعات، حيث ضبط أخيرا الداعية الكويتي الذي يقود هذه الجماعة ويشرع لها.
وتقول الأوساط السياسية الفكرية إن التشابه واضح بين جماعة المجاهدين في الفلوجة وفكر التكفير والهجرة الذي نشأ في مصر خلال حقبة الرئيس الراحل أنور السادات والذي أدى في النهاية لاغتياله بدعوى قتل الحاكم الظالم، وهي الفتوى التي اقتنع بها أعضاء التنظيم خلال تلك الحقبة.
ومع اختلاف الشكل الجهادي في الحالتين فان هذه الفلول المجاهدة على حد تعبيرهم قدمت من السعودية وسوريا إلى العراق ثم الكويت أو العكس لتنتشر بعد ذلك على شكل خلايا تنظيمية، ومن خلال التعاون الأمني بين دول الخليج والمعلومات التي تلقتها الكويت عن هذه الفلول من السعودية وسوريا تعامل الأمن الكويتي مع الموقف عن قرب, مما أدى لتضييق الخناق على المجموعة وما نتج عنه من حادثي حولي و أم الهيمان مع فرار البعض داخل الأراضي الكويتية.
ويظل الموقف غاية في التعقيد لاتخاذ خطوات حول إنهاء هذه المجموعات التي تحاول الداخلية الكويتية وأمن الدولة الكشف عن تواجدهم واعتقالهم.
وفي عودة للقائمة الـ 16 التي قدمتها السعودية وهم مجموعة تنتمي لفكر القاعدة نجد أن هذه الجماعة لها فروع وتشعبات، فيما التقت حول فكرة الجهاد الأصولي تحت فكر لا عقيدة له ولا جذور سوى الدمار والإرهاب.
وقد بدأت الخيوط تتجمع عندما بدأت السلطات الأمنية الكويتية في البحث عن مطلوب لسلطات التحالف في العراق وردت أنباء عن هروبه من سجن أم قصر في العراق واتجاهه إلى الحدود العراقية -الكويتية. وهو السعودي عبد الله سالم دهيم القحطاني, والذي سبق له أن اتهم بتنفيذ سلسلة هجمات ضد قوات التحالف وجار التنسيق بين الكويت وقوات التحالف لضبطه.
ولا شك أن احتمال زيارة الناطق الرسمي باسم "القاعدة " سليمان أبو غيث للكويت والشائعة التي نفتها في وقتها الداخلية الكويتية كان له الأثر العكسي لدى هذه الجماعات خصوصا بعد إسقاط الجنسية الكويتية عن أبو غيث عام 2001 عقب ظهوره على شاشات التلفزة كناطق رسمي باسم التنظيم وثبوت علاقته بخلايا الجهاد والتكفير داخل وخارج الكويت.
وخلال العام الماضي تم القبض على 25 مشتبها تصدرهم خالد الدوسري وأحمد المطيري وطرحت في حينها فكرة تأثر هؤلاء بفكر الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت حامد العلي والذي أوقف عن الخطابة وحوكم لدى المحاكم الكويتية.
وتظل عملية ضبط هذه الفلول مسألة وقت فضلا عن انتشارهم وتأجيرهم لمنازل في الجهراء المفتوحة والقريبة من الحدود العراقية, كما أن عملية استئجار السيارات للتمويه تصعب موقف الأمن الكويتي في رصدهم. إلى جانب ذلك لا تنتظر قوات الأمن التنظيمات الجهادية في الانتشار فقد تمت مراقبة مكاتب تأجير السيارات في الكويت واستخدام الإنترنت, وعمليات التأجير العشوائية التي تتم في شمال العاصمة والتي تعتبر أحد المفاتيح المهمة لمحاصرة العائدين من الفلوجة وبعض فروعهم في الكويت . كذلك مراقبة الحدود الكويتية -العراقية والتي ربما تكون أحد الأبواب الرئيسية لهروبهم وعودتهم مرة أخرى لارتكاب عمليات إرهابية في الكويت أو السعودية.
ومع مراقبة الحدود وتضييق الخناق حول هذه الزمرة الإرهابية تبقى مسألة القضاء عليهم مسألة وقت, ويظل التعاون الأمني الكويتي -السعودي - الخليجي من الأمور الحيوية التي تنهي هذه الحفنة من الخارجين عن القانون تحت ذريعة الجهاد المزيف.