ليس مستغربا ان تشق المراة العربية اليوم طريقها في مجالي السياسة والصحافة
وهما في واقع الامر مجالين ترتكز عليهما فروعا اخرى ذات علاقة بالعمل
الدبلوماسي والاعلامي. فهذا النهج مثلا بدى واضحا اكاديميا وعمليا في الغرب من خلال التخصصات التي
تطرح في جامعاتهم التي تركز بالاساس على تطوير حس الابداع والثقة بالنفس في
هذه المجالات المذكورة على عكس ما نلمسه في مجال تعليم وتطوير ذلك في جامعات
بعض الدول العربية.
وبسبب تطوير هذا الحس فقد انعكس ذلك على اختيارات المراة الغربية وتعزيز
خطواتها بثقة في مثل هذه المجالات التي ظلت فترة طويلة حكرا على جنس الرجل.
وان اردنا ان نستشف عما حققته المراة الاميركية على سبيل المثال في مجال
الصحافة التي نشطت فيها مع ثلاثينات القرن التاسع عشر اذ بداتها في مجال
الصحافة السياسية لتنتقل في مجالات اخرى.
فالاميركية "آن رويال" عملت محررة لشئون الكونغرس ومن ثم عملت في تغطيات
المحافل السياسية الاخرى لتنتقل بعد ذلك في مجال التغطيات الاقتصادية مع
شركات البترول.
هذا المثال وغيره يعبر عن مدى اهمية التطور المهني والتخصصي في مجال العمل
الصحافي ان لم يكن بعيدا عنه المجال الاعلامي.
فالصحافة والعلاقات الدولية و الدراسات الدبلوماسية والاعلام جميعها تخصصات
مترابطة مع بعضها البعض...واذكر تماما عندما كنت طالبة ادرس جميع مقررات هذه
المواد في الجامعة في لندن...كيف ان اساتذتي كانوا يركزون علىاهمية ترابطها
خصوصا فيما يتعلق من ناحية التحليل والبحث.
وانها مواد لا يمكن التقليل من شانها فهي علم وتخصص يدرس باوسع ابوابه في
الغرب ويحسب له بالف حساب على عكس ماهو موجود ومطبق في بعض جامعاتنا المحلية
والعربية...اذ ان مواد الاعلام لا تزال غير مواكبة للتطورات الحالية ولا تفتح
آفاقها التحليلة والتقنية كتلك التي تتوفر في جامعات الغرب.
ولا يخفى اليوم عما حققته المراة العربية في مجال الصحافة والاعلام وان كان
مجالي الدبلوماسية والسياسة لا يزالان في طور النمو الا ان ذلك لا يمنعننا من
القول بأنها اليوم تدير دفة العمل الصحافي في مختلف المجالات فهي اما مراسلة
للحدث او رئيسة لاقسام التحرير او رئيسة تحرير تقود عجلة العمل الصحافي ايا
كان طبيعته ليتصدر اسمها صحفيا واعلاميا وقد تكون تغطية الانتخابات الفلسطينة
امس الاول خير شاهد عما وصلت اليه المراة العربية في هذا المجال الذي بدت فيه
منافسا قويا للرجل!