كل من يدين الارهاب ثم يستنكر اتهام ما يسمى بالجمعيات الخيرية بترويجه او مسؤوليتها عنه، هو ارهابي، هكذا وبس.. وكيفي.. ومن عنده عكس ذلك فعليه اثباته، ارهابي حاله بالضبط حال حكومتنا، ودوره في الترويج لفكر التطرف والعنف مثل دور وزير الاعلام او الاوقاف او التربية. لو الحكومة صادقة في مواجهة الارهاب لابتدأت من داخل مجلس الوزراء، ففي هذا المجلس ومنه يبدأ وينتهي الارهاب.
احد الذين ابتلتنا الحكومة بهم، اظن ان اسمه شخلعائي او شخبطائي او شيخ طائي مع اني لا اعتقد ان له علاقة بحاتم.. اللهم الا في كرمه في توزيع التخلف. هذا الشخلعائي، اعتقد ان هذا هو الاسم الصحيح، صرح مثل كل المتدينين بأن دم المسلم حرام. صحفنا، مثل حكومتنا، تلقفت هذا التصريح ونشرته على انه ادانة للارهاب، ونبذ للعنف. دون ان تعي مع الاسف ان التصريح معني بـ«تقويم» الارهاب وليس ادانته.. تهذيبه وليس منعه.
وزارة الاوقاف تطلب مالا او ميزانية خاصة لمواجهة فكر التطرف. يعني بالعربي يريد المتطرفون والمسؤولون عن الخلايا الارهابية مكافأة انفسهم او هم، والله اعلم، يريدون تعويض المبالغ التي صادرتها الاجهزة الامنية. مجلس الوزراء بكرم حاتم الطائي او اريحية شيخبوطائي يخصص الملايين لوزارة الاوقاف! الذي نعرفه اننا في معركة وطنية وفي معركة «دينية» ان صحت التسمية والعاملون في الاوقاف يوجهون ويقبضون رواتب.. حالهم حال موجهي بقية الوزارات، فلماذا المال اذا؟ هل هو لتوظيف اناس وموظفين جدد في اعتراف واضح بأن الحاليين هم سبب المشكلة؟ ام انه مثل ما قلنا مكافأة وتعويض؟
قلناها ونقول من جديد، مواجهة التطرف سهلة، وليست بحاجة الى مال او انفاق. في واقع الامر ستجلب المال وستزيد دخل الدولة والحكومة والناس ايضا. الانفتاح، بالعربي، بالصيني، باللاتشفنجي، ليس هناك الا الانفتاح وسيلة مضمونة لمواجهة التطرف والارهاب، حكومتنا، مثل جمعيات جباية الاموال هنا، تدين العمليات الارهابية، ولكنها ترفض ان تتخلى عن سياسة القمع والاضطهاد التي تمارسها ضد الغير. تماما مثل الشخلعائي حرام قتل المسلم لكن حلال قتل الغير، والغير حسب ثقافة أم الهيمان كلهم «كفرة»، يعني الشخلعائيون بمن فيهم حكومتنا غير الرشيدة يحللون قتل الجميع.. فهل بلغت؟ ما اعتقد.
أحد المشاركين في معركة أم الهيمان اللي يحاول ان يبسطها بعض ساستنا يقول ان الارهابيين «رمونا رمي الحمام». لا اريد التعريض برجال الامن او الانتقاص من جهودهم، لكن يبدو ان تصريحات ساستنا ورجال مجلس امتنا تنعكس مع الاسف على افراد الامن فيتصرفون على اساس ان من يواجهون هم مواطنون ضالون مغرر بهم سيرمون السلاح ويعتذرون بمجرد الحوار معهم. لهذا فالاخ فوجئ بحجم المقاومة وعنف المطلوبين! حرصا على ارواح رجال الامن انفسهم.. نرجو من ساستنا المتهاونين «بلع ريقهم»: ونرجو من الداخلية ضرورة توعية افرادها بضراوة المعركة ودموية وهمجية من يواجهون، واخيرا وليس آخرا المطلوب تخصيص مبالغ اضافية ليس لوزارة الاوقاف، ولكن لوزارة الداخلية وللجيش لسرعة اعداد وتخريج كتائب متخصصة وقادرة على التعامل بكفاءة قتالية وسياسية مع قوى الارهاب.