الرياض - من صبحي رخا: الكويت - من حسين الحربي وعلي الشمري وعبدالعزيز اليحيوح ومخلد السلمان ومنصور الشمري وعايض البرازي وفيصل الحمراني: استمر الحدث الأمني امس موضوع الساعة، بل موضوع كل دقيقة، مع التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي تتنقل من منطقة إلى أخرى، بفعل حملة البحث الواسعة عن المطلوبين التي تشنها الأجهزة الامنية، والتي زادها توسعا انكشاف التحقيقات عن معلومات جديدة ومتشعبة تتيح فتح الملف الإرهابي على مصراعيه، بكل «خلاياه» ومجموعاته التي يبدو انها «مترابطة» و«منظمة»، إذا قيست كلها على أساس الاستنتاجات التي تحدث عنها امس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد في شأن جريمة حولي واشتباك أم الهيمان, لكن ما لم يتضح بعد هو مدى ارتباط هذه المجموعات بامتدادات خارجية وخصوصا بتنظيم القاعدة، وهنا برز كلام لسمو رئىس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي يؤكد هذا الارتباط، في حين آثر الشيخ نواف عدم الجزم بذلك أو نفيه، في انتظار اكتمال التحقيقات.
وكان المشهد الأبرز والاشد وقعا أمس رتل آليات القوات الخاصة الذي توجه إلى أم الهيمان، واستعد على مشارفها لاقتحام جديد.
وتوجهت قوة من أمن الدولة والقوات الخاصة وفرقة المتفجرات مدعمة بمدرعات وآليات إلى أم الهيمان بعد ظهر أمس تمهيدا لدهم أحد المنازل، بعد الاشتباه في وجود مطلوبين وأسلحة فيه, لكن القوة التي بقيت في وضع الاستعداد في احدى الباحات الترابية بالقرب من مدخل المنطقة نحو ساعة ونصف الساعة عادت وانسحبت، بعدما دخلت فرقة خاصة المنزل وتأكدت من خلوه من مطلوبين أو أسلحة.
ودهمت فرقة أمنية فجر أمس السوق المركزي في جمعية الظهر التعاونية بعد ورود معلومات عن وجود أربعة مطلوبين فيه، لكن المطلوبين تمكنوا من الفرار على ما يبدو.
وأعلنت وزارة الداخلية امس ضبط 349 قنبلة يدوية و349 صاعقا كانت مدفونة بجوار سور حديقة مهجورة في منطقة الصباحية, وأوضح بيان الوزارة ان رجال الأمن تمكنوا من ضبط تلك الكمية اثر تلقي معلومات توافرت بعد المداهمة التي قام بها رجال الأمن لعناصر مسلحة بمنطقة (أم الهيمان) يوم السبت الماضي.
وفيما ذكرت بعض المصادر ان العثور على الأسلحة تم استنادا إلى معلومات توافرت خلال التحقيقات مع الموقوفين، أفادت مصادر أخرى بأن مصدر البلاغ عن هذه الأسلحة مواطن اتصل بغرفة العمليات وقال انه شاهد شخصا يحفر في البر، فتحركت القوى الأمنية على هذا الأساس إلى الموقع الذي حدده المتصل وعثرت على الأسلحة مدفونة.
كذلك عثر في موقف مستشفى العدان على السيارتين اللتين كانت الشرطة تبحث عنهما واللتين فر بهما ارهابيو ام الهيمان.
وأبلغت مصادر امنية إلى «الرأي العام» ان التحقيقات مع الموقوفين «قادت إلى خيوط مهمة» من شأنها تغيير مسار التحقيق والكشف عن مخططات كان يجري الاعداد لتنفيذها, وأمكن كذلك الربط بين عدد من الموقوفين بما يتيح إعادة فتح التحقيق في عدد من الملفات لجماعات الفكر التكفيري.
وفي المعلومات ايضا، تم توقيف سعودي يدعى (م, د, خ) يبلغ من العمر (24 عاما) مطلوب في قضايا إرهابية وتم العثور بحوزته على جهاز كمبيوتر واسطوانات «سي, دي».
وكشف المصدر ان المواطن السعودي مطلوب لدى السلطات السعودية واستطاع الدخول إلى البلاد يوم الأربعاء وأفاد في اعترافاته الأولى أنه يريد الذهاب إلى العراق للجهاد ضد قوات التحالف وهناك مجموعة لا يعرفها ستقوم باستقباله.
في موازاة ذلك، نفت السعودية ما تردد من «ان الارهابيين المتورطين في حادث ام الهيمان تلقوا تدريبات ميدانية في بعض المناطق الوعرة والنائية داخل الأراضي السعودية والتي يتردد ان أتباع القاعدة يقيمون أحيانا معسكرات تدريبية فيها على الأسلحة والرماية», وقال الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية العميد منصور التركي لـ «الرأي العام»، «ان السيطرة الأمنية في المملكة لا تمكن القيام بعمل مثل هذا، ولم يحصل ان حدث ذلك»، مؤكدا ان «التدريب الذي تتلقاه الفئة الضالة كان في دول أخرى كالعراق وافغانستان وفي فترات سابقة», وأكد ان «الاتصال جار بين الجهات الأمنية المختصة بين البلدين الشقيقين السعودية والكويت لمتابعة مستجدات التحقيقات في عملية تورط سعوديين في أعمال ارهابية في الكويت», وقال عن المواطن السعودي الذي قتل في مداهمة أم الهيمان: «لا توجد معلومات دقيقة عن هوية المواطن السعودي الذي قتل في اشتباك مع القوات الكويتية في أم الهيمان ولم تصلنا معلومات بعد عن طريقة دخوله للكويت واقامته فيها وهل دخل بطريقة مشروعة أم لا، وكذلك مصدر توفير الأسلحة له», وتابع «نجري اتصالات للوقوف على حقيقة هوية القتيل السعودي، بالتأكد من بطاقة جواز سفره، وهل هي نظامية أم مزورة», وأضاف: «ثمة اتصالات مع اجهزة الأمن الكويتية وتعاون مستمر سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو الاتصالات المباشرة، والتحقيقات قد تأخذ وقتا وسيتم سد كل الثغر لمنع استغلالها في الاساءة الى البلدين», وعما أعلنته مصادر كويتية ان هناك ثمانية فارين تبحث عنهم السلطات الأمنية الكويتية من بينهم ثلاثة سعوديين قال: «لم يتحدد ذلك، ولا تزال المعلومات أولية، والاتصال لمعرفة التفاصيل قائم، ولا توجد صورة مكتملة عن سعوديين تورطوا في هذه الأعمال للوقوف على حقيقة الوضع», وقال التركي ان «السلطات الكويتية قادرة على السيطرة والتصدي لمثل هذه الأحداث سواء كان المشارك سعوديا أو غيره»، مضيفا في هذا الجانب ان «الأحداث التي شهدتها المملكة شاركت فيها عناصر غير سعودية ويتضح ان هذه الفئات تتعاون لتنفيذ الأعمال في أي مكان ويتلقون تعليماتهم من خارج العالم العربي ويستغلون التسهيلات ويرتكبون هذه الجرائم».
ونقلت صحيفة «عكاظ» السعودية امس عن سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي ان المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع قوات الامن في الكويت الاسبوع الماضي على علاقة بتنظيم القاعدة وانها كانت تعد لتفجير مقر جهاز امن الدولة الكويتي ومنشآت نفطية.
وكشف المسؤول الكويتي ان احباط «المخططات الارهابية» جاء بعد ان كشف امر «مجموعة ارهابية تنتمي لتنظيم القاعدة اعتقل زعيمها مع اثنين من رفاقه وجميعهم كويتيون في مخيم نصبوه في المطلاع شمالي الجهراء الجمعة الماضي»، وفق ما اوردت الصحيفة.
واكد العلي «ان اجهزة الامن تلاحق نحو خمسة عشر مطلوبا تمكنوا من الفرار بعد مداهمة ام الهيمان وجميعهم يحملون فكرا تكفيريا»، وقال الشيخ سالم ان المعلومات التي قدمتها المملكة للكويت واعتقال السلطات السعودية لسعودي يعمل في الكويت داخل اراضيها بعد حادثة حولي (,,,) ومعلومات امنية توافرت لأجهزة الامن بعد قيام وفد امني كويتي بزيارة المملكة قبل ايام والتقى الموقوف مكنت من الوصول الى مجموعة ارهابية تتكون من ثلاثة اشخاص وجميعهم كويتيون دهمتهم قوى الامن» في الجهراء.
اما الشيخ نواف الاحمد، فقال للصحافيين في مجلس الامة امس، عقب اطلاعه لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية على التطورات الامنية والاجراءات المتخذة حيالها، ان عدد الموقوفين في قضيتي جريمة حولي واشتباك ام الهيمان يراوح بين 10 و15 شخصا جميعهم كويتيون وسعوديون, وإذ لمس تأييدا نيابيا واسعا للاجراءات الامنية، وهو ما اكده رئيس اللجنة النائب راشد الهبيدة، اكد ان المجموعة التي تم الاشتباك معها في ام الهيمان «منظمة»، بدليل ما عثر عليه في حوزتها من اسلحة وخرائط، لكنه آثر عدم الجزم بصلتها بتنظيم القاعدة، لافتا الى أن «التحقيقات مستمرة», لكنه أكد أن «ثمة ربطا» بين مجموعة ام الهيمان ومجموعة جريمة حولي، لافتا الى أن عملية الدهم في أم الهيمان تمت استنادا الى معلومة توافرت خلال التحقيق في جريمة حولي «التي دلت على وجود مجموعة أخرى مرتبطة بمجموعة حولي».
أما الهبيدة فأشار الى أن جهاز أمن الدولة أعطي «الفرصة الكاملة والحق في دهم أي مكان أو موقع مشتبه فيه»، مبديا اعتقاده بأن «من يخططون للعبث بأمن الكويت (,,,) مدفوعون من الخارج», وأشار الهبيدة الى أن «الجميع يدعمون تجديد قانون التفتيش عن الاسلحة»، و«سيبصمون على القانون فور تقديم الحكومة إياه»، بسبب «حاجة البلاد الى استتباب الأمن», وفي هذا الاطار، اعلن الشيخ نواف ان مشروع القانون سيقدم الى المجلس بعد عطلة عيد الاضحى.
ولفت المصدر الى أن الحكومة طلبت من المشاركين في الاجتماع موافقة مجلس الامة على اقرار الاتفاقيات الامنية الخليجية والعربية والدولية لمكافحة الارهاب وهي القوانين التي سبق للمجلس التحفظ عليها.
واوضح المصدر ان الحكومة طالبت ايضا بتعديل بعض القوانين المتعلقة بجمع السلاح وتحديد فترة احتجاز المتهمين.
واشار المصدر الى أن النائب علي الراشد دعا سمو رئيس مجلس الوزراء الى عدم الحضور في مسرح الاحداث خوفا على سموه من اي اخطار.
ورفض عضو الكتلة الاسلامية النائب فيصل المسلم «الربط بين العناصر الارهابية والتيار الاسلامي»، معتبرا ان «محاولة البعض التصيد في المياه العكرة تجاه الاسلاميين اسلوب رخيص», وقال ان «هذا الفكر المتطرف وليد ظروف خارجية وبعض من وفد من الخارج، ويمكن معالجته بالحزم والتوعية».