لعل من أخطر الأوتار التي يلعب عليها الاحتلال لأي بلد كان الأوتار الطائفية والعرقية والقومية والمذهبية لأن تغذية هذه النعرات وتأجيجها ومدها بنار الفتنة يعني خلق ثغرات خطيرة في صفوف الشعب مما يسهل للمحتل تحقيق أهدافه واطماعه في ذلك البلد.
ومنذ الاحتلال الانجلو أمريكي للعراق الشقيق وجدنا أن هذا المحتل بدأ يلعب ومازال على أوتار الطائفية أملاً منه بفتح ثغرة في الصف العراقي ليمرر من خلال هذه الثغرة ما يريد من أهداف ومخططات استراتيجية بعيدة المدى ليس في العراق فقط، وإنما في الوطن العربي الكبر، ووجد هذا الاحتلال في بعض العملاء من يساعده لتحقيق هذا المخطط، خاصة من الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية عندها فقط سمعنا بالشيعي والسني والكردي والتركماني والصابئي والآشوري والمسلم والمسيحي والكثير من المسميات التي طفت على السطح الاجتماعي العراقي!!
ورغم تقسيم المحتل للشعب العراقي من خلال إعلامه والإعلام العميل له من فضائيات تدعي العربية ووصف هذا الإعلام لبعض المناطق العراقية بالوصف الطائفي أو القومي والعرقي لقولهم مثلاً: «المثلث السني» أو «المربع الشيعي» رغم ذلك فإن الشعب العراقي أكد أنه وحدة واحدة لا فرق بين مثلث سني ومربع شيعي وبهذا فوت الفرصة على اعداء العراق والمحتل الانجلو ـ أمريكي في ترسيخ هذه التقسيمات اللامعهودة في العراق.
بعد هذا الفشل الذريع للمحتل بدأ يتلاعب بطريقة أخرى وهي ان المثلث السني ومعه بعض العرب الذين وصفهم بالإرهابيين يشكلون خطراً على أمن العراق حسب وصفه، لكن العراقيين افشلوا هذا المخطط ايضاً عندما انتفض التيار الصدري الشيعي ليعلن المقاومة ضد المحتل.
اليوم يلعب الاحتلال الأمريكي بالورقة الأخيرة وهي ورقة الانتخابات ويدعي هذا الاحتلال أن السنة فقط يقاطعون هذه الانتخابات، لكن هذا الادعاء باطل وفاشل لأن من يقاطع هذه الانتخابات ليس السنة فقط، وإنما كل وطني مخلص وشريف، فتيار الصدر والخالصي وغيرهما من الشيعة وكذلك الشرفاء من الأكراد والكثير من المسيحيين يقاطعون هذه الانتخابات لأنهم يرفضون مثل هذه الانتخابات في ظل الاحتلال مما يعني أن المقاطعة وطنية وليست سنية.