اقلية من القتلة والمتطرفين يعيثون في الارض فسادا، واغلبية من الطيبين والخيرين يتفرجون على المشهد! قوى الظلام تتحرك وهي اقلية، وقوى النور صامتة وهي اكثرية، قوى الكراهية تتحرك، وقوى المحبة تتفرج!
لا نعتب على المهمومين الراكضين وراء لقمة عيشهم! لا نعتب على الذين لم يحصلوا على حظ في التعليم والثقافة، ولكننا نعتب بقوة على آلاف المثقفين في اوطاننا ممن يتفرجون. ومئات مؤسسات المجتمع المدني التي لا يحرك فيها شعرة كل هذا القتل والاستخفاف بأرواح الناس!
الصمت على الجريمة هو مشاركة فيها، او تشجيع لها، او وقود يساعدها على استمرار جرائمها.
صمت رجال الدين المتنورين لا مبرر له، صمت الدعاة الوسطيين لا معنى له، صمت الأئمة والشيوخ العقلاء لا سند له في قرآن أو سنة!
نريد على الاقل ما هو اضعف الايمان، اللسان والقلم الذي يدين ويرفض الارهاب بلغة واضحة لا لبس فيها، وبسلوك انساني هو البديل الوحيد لممارسة القتل والعنف والتطرف باسم الدين وباسم العقيدة.
نريد ان تتوقف عقلية التحريم والتكفير والوعيد ونشر النكد ورفض الفرح والاحتفال، نريد ان نذكر الناس ان الانسان خلق لاعمار الكون وليس لافساده، وانه خلق لينشر الرحمة والفرح والابتسامة، وانه لا علاقة بين الدين وبين التجهم والخشونة، وان امرأة دخلت الجنة لانها انقذت روح حيوان فكيف باستباحة دماء البشر الأبرياء!
عقلية المنع وتحريم ما أحل الله والزجر والوعيد تدفع الشباب الى الاتجاه الآخر، وتؤدي الى نتائج عكسية، وغياب التوازن بين ما هو ديني وما هو دنيوي يجعل الكثير من الشباب لا يعرف قيمة الحياة وقيمة الفرح وقيمة الرحمة، فيتساوى عنده الموت والحياة، فيضحي بحياته الجميلة بحجة الجهاد والاستشهاد.
لتتوقف لغة الزجر، ولتتوقف عقلية المنع والتحريم لكل شيء، ولتتوقف لغة الخشونة والتجهم، وليتوقف صمت الكثيرين ممن يتفرجون على النار وهي تحرق الاخضر واليابس، فمن حق الناس ان يتهموا هؤلاء الصامتين بأنهم مؤيدون للارهاب، وان لبسوا لبوس الاعتدال.