الزهراني من رأفت نعيم: اجتازت منطقة الزهراني قطوعاً أمنياً كبيراً أمس تمثل باكتشاف عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير قرب مثلث الزهراني على جانب الطريق المؤدي من اوتوستراد النبطية الى الاوتوستراد الساحلي باتجاه صيدا، تمكن خبراء عسكريون من فوج الهندسة في الجيش اللبناني من تفكيك احداهما وابطال مفعول الثانية بعد تطويق المكان وقطع جميع الطرق والمنافذ المؤدية اليه.
وفي التفاصيل التي اوردتها مصادر مطلعة، انه قرابة الثالثة والنصف من فجر امس، وبينما كان احد الضباط الامنيين متجها بسيارته من اوتوستراد النبطية الى بيروت، وقبيل وصوله الى الاوتوستراد الساحلي في الزهراني، لفت انتباهه وجود صندوق حديدي متوسط الحجم على الجانب الايمن للطريق المؤدي الى الاوتوستراد المذكور باتجاه صيدا، وعلى بعد أمتار قليلة من جسر الزهراني، فعمد الى ابلاغ الجهات المختصة، حيث حضرت الى المكان على الاثر قوة امنية كشفت على الصندوق الحديدي فتبين ان بداخله عبوة ناسفة معدة للتفجير وموصولة بعدة صواعق، وعثرت على مقربة منه على صندوق حديدي مماثل تبين ان بداخله عبوة ثانية.
وعلى الفور، اتخذت في محيط المكان تدابير امنية مشددة، وضربت وحدات من الجيش اللبناني طوقا امنيا حوله واقفلت المنافذ المؤدية اليه ومنعت المواطنين من الاقتراب حفاظا على سلامتهم. فيما قطعت حواجز لقوى الامن الداخلي مدخلي اوتوستراد صيدا الزهراني بالاتجاهين، وحولت السير منه الى الطريق الساحلي القديم، ومن مثلث الزهراني باتجاه النبطية وبالعكس الى تحويلة جانبية من الاوتوستراد، وتم استقدام خبراء عسكريين من الجيش وتقنيين من فوج الهندسة للكشف على العبوة وتفكيكها، فيما انتظرت سيارتا اسعاف تابعتان للواء الطبي في الجيش على مقربة من المكان تحسبا لاي طارئ، وحضر الى المكان عدد من قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب.
وبعيد التاسعة، تم تفكيك العبوة الأولى ونقلها من مكانها، فيما تركز عمل الخبراء العسكريين بعد ذلك على محاولة تفكيك العبوة الثانية، فعمدوا اولا الى ابطال مفعولها عبر فصل الصواعق عنها بواسطة تفجير مائي، ومن ثم تفكيكها. وقد استغرق تفكيكها نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، لسبب تقني بحسب مصادر متابعة يتعلق بالجهاز الذي استخدم للكشف على العبوة، لكونه لم يتمكن في البداية من تقدير المواد التي يحتويها الصندوق الحديدي الثاني الذي كانت بداخله، فجرى تفجير الصندوق بعبوة مائية ومن ثم ابطال مفعولها.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن العبوة التي اكتشفت اولا كتب عليها "رقم 3" فيما كتب على العبوة الثانية التي تم اكتشافها لاحقا "رقم 1"، ما اثار شكوكا لدى القوى الامنية حول احتمال وجود عبوة ثالثة، فتم مسح المكان المحيط بالعبوتين والاستعانة بكلاب بوليسية لكن لم يعثر على شيء. وتبين ان العبوة الأولى تزن نحو ثمانية كيلوغرامات من مادة الـ "شخش" الشديدة الانفجار ومتصلة بعدة صواعق تفجير، فيما تضاربت المعلومات حول زنة الثانية، حيث افيد في البداية انها تزن اكثر من عشرين كيلوغراما من المادة نفسها ومتصلة بصواعق بالطريقة عينها، لكن مصادر امنية قدرت زنتها بزنة العبوة الاولى، وأن العبوتين معدتان للتفجير لكنهما غير متصلتين بأي جهاز او آلة تفجير، وأنهما قابلتان للتفجير عن بعد "لاسلكيا"، لكن لم يتم العثور على اي جهاز من هذا النوع في محيط المكان.
وكشفت المصادر انه سجل في الايام القليلة الماضية تحليق مكثف لطائرة استطلاع اسرائيلية في اجواء المنطقة، وأن هذه الطائرة استأنفت تحليقها قبل ظهر امس وفي الوقت الذي كانت فيه فرق الهندسة تعمل لتفكيك العبوتين.
وشهد مثلث الزهراني طيلة ست ساعات متواصلة من السادسة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا، ازدحام سير خانقا في كل الاتجاهات بسبب قطع الاوتوستراد الساحلي وتحويل السير الى طرق أخرى.