عبدالفتاح فايد: قدرت تقارير دولية حديثة تم الكشف عنها الاسبوع الجاري حجم الإنفاق الاعلاني في دول الخليج خلال العام 2004 بنحو ثلاثة مليارات دولار اميركي (تعادل أكثر من 11 مليار درهم). وقالت التقارير التي نوقشت في مؤتمر الشرق الأوسط للنشر الذي اختتم أعماله أول من أمس في قرية المعرفة بدبي. ان الانفاق الاعلان بدول مجلس التعاون الخليجي ارتفع من1.9 مليار دولار في الشهور التسعة الأولى من عام 2003 الى 4,2 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2004 وتوقعت ان يصل إجمالي الانفاق خلال العام الماضي كله الى ثلاثة مليارات دولار.
أكدت التقارير التي نوقشت في ورشة عمل خاصة حول مستقبل القطاع الاعلاني في السنوات العشر المقبلة ان دولة الامارات العربية المتحدة ستكون أكبر سوق اعلاني في المنطقة خلال الأعوام القليلة المقبلة على الرغم من انها الآن تحتل المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية.
وأشارت التقارير في هذا الشأن إلى النمو الاقتصادي الضخم الذي تشهده الامارات والذي يتوقع ان يستمر طوال السنوات الخمس المقبلة خاصة في القطاعات العقارية والسياحية بشكل عام.
ذكرت الإحصاءات ان السعودية هي أكبر سوق اعلاني بالمنطقة في عام 2004 حيث بلغ حجم الانفاق الاعلاني بها 473 مليون دولار بمعدل نمو 38% . وجاءت الامارات في المركز الثاني بحجم انفاق اعلاني 428 مليون دولار أي بفارق بسيط عن المملكة العربية السعودية، ولكن بمعدل نمو أعلى بلغ 40%.
وهو ما يعزز ان الامارات تتقدم بقوة الى المركز الأول خلال عامين او ثلاثة على أكثر تقدير بينما جاءت مملكة البحرين في المركز الأول من حيث معدل النمو الذي بلغ 43% ولكن بحجم انفاق أقل بكثير من الإمارات او السعودية.

*نمو اقتصادي
قال إيان فيرسيرفيس المدير الشريك في موتيفيت للنشر ان منطقة الخليج تتمتع بخصائص فريدة من نوعها منها ان مجموع سكان المنطقة أقل من30 مليون نسمة ولدينا معدل دخل مرتفع جدا.
ولا يوجد هناك أي نوع من أنواع صناديق الضمان الاجتماعي او المعاشات. المنطقة ايضا متعددة الثقافات والجنسيات ولهذا تنتشر الصحف بلغات عديدة. وعند مقارنتها بنسبة توزيع الصحف والمجلات في جميع انحاء العالم نجد أنها منخفضة جدا.
وأكد حدوث نمو اقتصادي ضخم متوقعا ان يستمر خلال السنوات الخمس المقبلة. كثير من الوافدين بالدولة ضخوا أموالهم في شراء عقارات وأسهم وكان هذا أحد أسباب النمو.
كما أن إطلاق مدينة دبي للاعلام أدى الى انتعاش صناعة النشر والاعلام. ونحن نصدر مجلة «المرأة الإماراتية» باللغة الانجليزية من دبي للاعلام. ونحن نحاول ان نقوم بإصدار مجلات متخصصة منها مجلة العروسة على سبيل المثال. ومدينة دبي للاعلام تمنح تراخيص على أسس أسهل بكثير. ففي عام 1996 احتجنا الى عامين لاستصدار ترخيص من وزارة الاعلام. الآن الأمر لم يعد يأخذ وقتاً.
وقال إن زيادة الاصدارات يعني زيادة كبيرة في الاعلانات وفي الانفاق الاعلاني، قبل 10 سنوات كان لدينا محطة واحدة الآن لدينا 7 محطات اذاعية الى جانب محطات عديدة بلغات اخرى. وأصبح هناك شركات عديدة تهتم بالاعلانات كما زاد عدد الصحف التي تصدر بشكل كبير جدا. وبدأت وكالات الإعلان الدولية تدخل الى سوق الإمارات.

*ضغوط خفض التكلفة
وذكر ان هناك ضغوطا على الناشرين لتخفيض التكلفة. وهذا يؤدي بشكل او آخر الى تقديم تسهيلات للمعلنين وبالتالي ينخفض حجم الانفاق الإعلاني وهو الأمر الذي أدى الى انخفاض جودة المنتج الاعلامي. واعتقد ان وسائل الاعلام مطالبة بالقيام ببحوث ومسوحات لقياس آراء الناس واختبار السوق.
كذلك فإن النمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة أمر جيد ومشجع لزيادة الانفاق الاعلاني. ونحن نرى الآن العديد من الإعلانات من دول أخرى تأتي لكي تنشر في وسائل الاعلام المحلية.
من جهته قال جيم تشيشولم من شركة «استراتيجي أدفيزر» ان المنافسة هي التي تؤدي الي تخفيض الأسعار. والقضية هي كيف يتم التعامل مع الاسعار بشكل يكون جيدا لك وللعميل في الوقت نفسه.
اما إيامون بايرن نائب مدير عام مؤسسة «وان» الفرنسية فقال ان اكبر الشركات الاووبية العاملة بمجال الاعلان تقدم لنا 5 خطوات اساسية للاستفادة منها في المنطقة. ومن أهم هذه الخطوات هو اجراء البحوث التي لابد منها لاحداث أي تطوير بالقطاع. كما ان الاستفادة الاساسية او الخلاصة الاساسية من تجربة أكبر اربع مجموعات للنشر في اوروبا هي ان المجلات أكثر اهمية من الصحف.