بغداد من وسام سعد: حذر مستشار الامن العراقي السابق موفق الربيعي من اندلاع حرب اهلية في مرحلة ما بعد الانتخابات العامة المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي. وقال الربيعي ل “الخليج”: ان “كبار مرشحي قائمة الائتلاف العراقي الموحد المدعومة من السيد علي السيستاني عقدوا اجتماعاً في بغداد لمناقشة امور عديدة تتعلق بمرحلة الانتخابات المقبلة وما بعدها، وكنت انا حاضراً في هذا الاجتماع، ولا توجد اي نية في إنشاء دولة اسلامية في حال فوز اللائحة في الانتخابات”.
وحول تصريحات بعض المسؤولين واتهام ايران في مشاركتها بأعمال التخريب داخل العراق، أوضح الربيعي ان “تصريحات بعض المسؤولين ضد ايران هي تصفية لحسابات داخلية ما ويجب ان تقوم علاقات مع ايران تكون بعيدة عن الاهواء الشخصية وهي كبلد مجاور لابد من فتح قنوات تجارية وصناعية وزراعية، ولابد أيضاً من ايقاف هذه الاقاويل والتصريحات ضد كل من يعارضه فيدعي انه شعوبي او عجمي او غير ذلك من الاقوال يجب ان نرتفع عنها ونبني علاقة متكافئة مع دولة جارة بعيداً عن الخلفية المريضة التي زرعها النظام السابق في اسس العلاقة مع ايران ولو نعمل جيشاً اكثر من جيش صدام الذي جاوز المليون ونصف المليون مقاتل كانوا يقيمون على الحدود وكان مجاهدونا يقومون بعمليات جهادية داخل العراق بينما من يحمي الحدود، والمصالح المشتركة الاقتصادية وحسن الجوار في كل شيء ومن مصلحة البلدين ايران والعراق ان يكون الوضع الداخلي مستقراً وليس من مصلحتنا توتر العلاقات بل نحن بحاجة الى دعم دول الجوار لضمان الامن والاستقرار”.
وأضاف ان “الارهاب الموجود في العراق مدعوم سياسياً ومادياً من دول اقليمية مثل ابو مصعب الزرقاوي ومعه مجموعة داخل العراق اتصل بالمتطرفين في بعض من تلك الدول، وتلاحظ اليوم بما يسمى “التوحيد والجهاد” غالبيتهم من المتسللين الاجانب والشطر الثاني هم السجناء الذين اطلق سراحهم صدام قبل السقوط ايضاً لهم دور كبير في زعزعة الامن والعمل على خطف الاطفال والاجانب من اجل الحصول على المال”.
وحول مستقبل العراق في ظل نزيف الدم المستمر قال الربيعي: “رغم كل الذي يحدث انا متفائل جداً لان الانتخابات ستحقق نتائج ايجابية في مصلحة الشعب العراقي، اننا سنخوض معركة الانتخابات بكل تفاصيلها وسننجح انشاء الله بإرادة شعبنا الذي يريد الخروج بالعراق من محنته وسيرى المزايدون هزيمتهم بأعينهم وان احلامهم ستطير الى غير رجعة”. وأكد ان “الحكومة جادة بمحاربة الارهاب لانها تعي مصير العراق كدولة وكيان وهذه جدية معروفة للجميع، اما الاصوات النشاز فإنها لن تؤثر في المسيرة ونحن في الحكومة لا نجامل على حساب المصالح الرئيسية للشعب وهؤلاء لا يؤثرون في سياسة الحكومة”.
وحول عودة اعضاء حزب البعث المنحل لتسلم مناصب في الحكومة العراقية الجديدة ذكر الربيعي ان “البعثيين نوعين: الاول هم الذين دخلوا الحزب لضرورة العمل، وهم الغالبية وهؤلاء اناس يجب اعادة النظر بشأنهم لانهم لن يكونوا ضد الديمقراطية ابداً، اما النوع الثاني وهم البعثيون الصداميون وهم الذين ارتبطوا بالنظام وهؤلاء قتلة متشددون على حساب شعبنا وهم يعملون الآن على عرقلة مسيرة العراق الجديد وهؤلاء يجب الا يدخلوا ضمن العملية السياسية لانهم يحملون احقاداً وتراثاً دموياً لا يستطيعون الفرار منه”.