في عام 2002 جرى تأسيس موقع على الانترنت Campus Watch لمراقبة النشاطات الاكاديمية في الجامعات الاميركية كقوة مباحث لارهاب اساتذة الجامعات الاميركية الذين يتجرأون على نقد سياسة بلادهم في الشرق الاوسط المنحازة لاسرائيل، او يشجبون استمرار الاحتلال الاسرائىلي للاراضي الفلسطينية، او يعترضون على الاعتداءات المستمرة على حقوق وحريات وكرامة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال منذ 38 عاما.
وقبل اسابيع جرى تأسيس موقع آخر على الانترنت Israel-academia-monitor.com لمراقبة ما يجري في الجامعات الاسرائىلية، واعتقدنا للوهلة الاولى ان المقصود هو الرد على المركز اليهودي الاميركي ضد اساتذة الجامعات الاميركية، ولكن الحقيقة كانت خلاف ذلك، لان مؤسس هذا الموقع هو نفس مؤسس الموقع الاول، وهو منتدى الشرق الاوسط، احد منظمات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة الاميركية.
المركز الجديد يراقب نشاطات اساتذة الجامعات الاسرائىلية الذين ينتقدون حكومة بلادهم بسبب ممارساتها الشاذة في الاراضي المحتلة، ويتعاطفون مع حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال، ففي اسرائيل ايضا اكاديميون ذوو نزعة انسانية واحساس بالعدل والانصاف، ويجب اسكاتهم.
الغريب في الامر ان هذه المواقع الارهابية تتهم خصومها من الاكاديميين بالمكارثية، مع انها هي التي تمارس المكارثية بابشع صورها، وتعمل ضد حرية التعبير وفق مقتضيات الضمير في البيئة الاكاديمية.
الوسيلة المتبعة هي معاقبة الجامعات الاسرائيلية التي تسمح بحرية نقد الحكومة الاسرائىلية بحرمانها من التبرعات المالية، وقد وزّع الموقع مؤخرا منشورا يبدأ بالقول: «هل انت احد المتبرعين للجامعات الاسرائيلية؟ اذا كان الجواب بالايجاب فعليك ان تعرف ماذا يجري في تلك الجامعات، وماذا تصنع تلك الجامعات بعطاياك».
وقد طلب المركز من طلبة الجامعات الاسرائىلية ان يعملوا كجواسيس للموقع، وان يخبروه بما قد يصدر عن اساتذتهم من آراء تعارض حكومة وسياسات حكومة اسرائيل ليتم فضحهم ومعاقبة الجامعات التي لا تُسكتهم او تتخلص منهم.
نتيجتان نخرج بهما من هذه الوقائع، اولها ان المنظمات اليهودية تمارس الارهاب ضد حرية التعبير لدى الاكاديميين لاخراسهم وهم صفوة المجتمع وقادته، وان الصهيونية في اميركا اكثر تطرفا منها في اسرائيل.