فنانات الغرب ثم نظيراتهن في الشرق تجاوزن وصف (الفنانة الشاملة) التي ترقص وتغني وتمثل الى ارتياد آفاق فنية ـ استثمارية اخرى تشمل عرض الازياء والدعاية والاعلان وغيرها من الانشطة التي تحسن أرصدتهن البنكية، وطبقا لذلك تغير مفهوم الفن ووظائفه الى معان اخرى وثيقة الصلة بالترفيه والتسلية وخلافه، ربما انسجاما مع سقوط نظريات الفن للفن والفن للمجتمع، وذيوع قيم المجتمع الاستهلاكي الذي يسعى الى الاشباع والارتواء من كل شيء دون ضوابط او رقابة.
وصاحبات هذا التوجه دوافعهن الشهرة والمال فقط وبأي وسيلة تحقق الغاية، مثل صاحب محل صغير للبقالة يستثمره ايضا في تصوير المستندات والاتصال الهاتفي وارسال فاكسات وتقديم شطائر مع مشروبات ساخنة وباردة وربما القيام بأعمال السمسرة والوساطة العقارية.. وقد تكون هذه الصرعة الجديدة في الفن هي ما يعبر عنه الرئيس الاميركي الاسبق جون كينيدي في قوله: الفن ليس سلاحا في المجتمعات الحرة، والفنانون ليسوا مهندسين مهمتهم اصلاح اعطاب الروح!
وهذا ينعكس طبعا على مستوى الاداء، فصاحبة الصوت المتحشرج تعزز قدراته المتواضعة بالرقص وابراز المفاتن، لكنها تشبه المثل القائل: سبع صنائع والبخت ضائع، ومقابله في الغرب: جاك (بتاع كله) ليس متمكنا ـ في الواقع ـ من اي شيء .. عموما لقد تعلمنا ان الدخول الى دكاكين بريتني سبيرز ومادونا ونانسي وروبي و.. يفرض علينا ان نكون مهيئين للتبضع من سلع مختلفة، اكثرها اثارة تلك التي اعلنتها احداهن عن سعيها لتأكيد قيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.. بالرقص والاثارة (الشاملة)!