موسكو - ابراهيم حميدي : استبعدت مصادر ديبلوماسية توقيع اتفاق عسكري بين سورية وروسيا, خلال زيارة الرئيس بشار الاسد لموسكو بين 24 و27 الجاري, لأن روسيا جددت للولايات المتحدة "التزام التعهدات الدولية" بعدم بيع صواريخ ارض - جو الى "أي طرف ثان", مشيرة الى ان السبب لا يعود الى "القلق من احتمال وصول هذه الصواريخ الى حزب الله", باعتبار ان هذه المنظمة ليست مصنفة كـ"منظمة ارهابية".

وقالت هذه المصادر لـ"الحياة" ان سبعة اتفاقات ومذكرات تفاهم ستوقع بين البلدين خلال زيارة الاسد, وسيصدر بيان سياسي مشترك يضم "المبادئ المشتركة", كما ستطلق مفاوضات لاقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين. وأوضحت ان بين الاتفاقات الثنائية واحداً لـ"حماية المعلومات السرية". ومن المقرر ان يصل الرئيس الاسد وزوجته السيدة اسماء مساء غد الاثنين الى موسكو في "زيارة دولة" تستمر ثلاثة ايام هي الاولى للأسد منذ تسلمه الحكم منتصف العام 2000 بعد زيارة الرئيس الراحل حافظ الاسد في العام 1999. وسيجري الرئيس السوري يوم الثلثاء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتضمن جلسة مغلقة وأخرى موسعة يحضرها الوفد السوري الذي يضم وزراء الخارجية فاروق الشرع والنفط ابراهيم حداد والاقتصاد عامر لطفي, وسيوقع هؤلاء الوزراء مع مسؤولين روس اتفاقات ومذكرات تفاهم ثنائية في الكرملين, وتختتم المحادثات بقراءة كل من الرئيسين بياناً سياسياً يعبر عن موقف بلاده قبل توزيع بيان مشترك.

وعلى رغم ان مشكلة الديون المقدرة بنحو 12 بليون دولار اميركي, لم تحل بعد في انتظار قرار سياسي, قالت مصادر سورية وروسية ان البلدين يسعيان الى "استرجاع علاقات قديمة على أسس صحيحة: المصالح المشتركة بدلاً من الايديولوجيا" من دون ان يصل ذلك الى مستوى تجديد "معاهدة الصداقة" للعام 1980 بين سورية وروسيا الاتحادية "الوريثة الشرعية" للاتحاد السوفياتي السابق.

واستمرت الاتصالات الديبلوماسية بين دمشق وموسكو حتى اللحظة الاخيرة بهدف التوصل الى صياغة نهائية لـ"البيان السياسي" الذي سيتناول مواضيع العراق وعملية السلام ومسألة الارهاب, إذ من المقرر ان يعلن الطرفان "التعاون والتنسيق لمكافحة الارهاب الدولي وبناء مجتمع اكثر ديموقراطية", إضافة الى الاشارة الى "الحل الشامل في الشرق الاوسط" والى القرار 1546 الذي ينص على جدول زمني لانسحاب القوات متعددة الجنسية من العراق.