تتزايد أفعال الارهابيين في كل مكان امام موجة المد الفكري المنحرف لدرجة ان العالم اصبح اليوم متيقنا ومتحفزا من سلوكيات الافكار المتطرفة، ومحتاطا من الذين يغسلون ادمغة الشباب ويشجعونهم على مفاهيم غريبة بربطها بالدين والمعتقد,,, غاسلو عقول الشباب هم الذين يدفعون بهم نحو الموت، لذا هم اكثر جرما من الذين يتلقون التعليمات ويقومون بتنفيذها,,, فمن هم هؤلاء المجرمون الذين يدعون بانهم دعاة الدين ويلقنون الدروس الفاسدة لهؤلاء الشباب؟ ولماذا ينتظر المجتمع من دون اتخاذ اجراءات قانونية بحق من يتفوه بكلام او يقدم درسا او ينشر فكرا منحرفا لا يتوافق مع الاعراف والقيم وتعاليم الدين؟ وهل يسري دور القانون فقط عند حدوث الحدث وانتشار تداعياته ام ان القانون يقي الناس ويحميهم قبل ان تستفحل الامور، وتصل الى مدى يصعب ضبطها والسيطرة عليها؟
تساؤلات كثيرة لا نجد لها اجابات، رغم ان الناس لا تريد الانتظار لكي تتعامل مع تداعيات الاحداث الأليمة التي يتوقعونها في أي لحظة، خاصة في الاوضاع التي تتوافر فيها مقومات حماية الناس لكن في غياب هذه المقومات من الطبيعي ان تتوقع الناس الاحداث وربما تقبل كما بتداعياتها رغم ما يبذل من جهود لمواجهة المجرمين، وممن لديهم الاستعداد العقلي لتقبل شرارة الارهاب والقتل.
هناك أسلحة كثيرة في المجتمع بأيدي الناس نتيجة الغزو العراقي لم تتمكن الدولة حتى الآن من جمعها او اخذ موافقة السلطة التشريعية للتفتيش عنها في الاماكن المشتبه فيها بغية اكتشافها ومصادرتها,,, والمنع عند السلطة التشريعية ناتج بحجة حماية خصوصيات الناس وحرياتهم، لكن كيف نصون هذه الحريات بعد ان اصبحت المنازل اماكن لفعل المحرمات مثل تخزين السلاح، او صناعة متفجرات كما شاهدنا ذلك اخيرا لانواع الاسلحة والمواد الداخلة في صناعة المتفجرات، وكذلك التعليمات المكتوبة عن كيفية صناعتها في احد منازل ام الهيمان، وربما هناك منازل اخرى لم تكتشف حتى الان ما يزال يمارس البعض فيها انشطة مخالفة للقانون، ومعكرة لاستقرار المجتمع وأمنه.
ان المطلوب فورا اصدار تشريع لضبط الاسلحة والتفتيش عنها على كل الجبهات في محاولة حقيقية وجادة لمصادرة كل الاسلحة بقوة القانون، وأمر كهذا له اهميته البالغة للحفاظ على ارواح الناس والبلاد، ومن يعارض ذلك يعتبر شريكا في الجريمة لا فرق بينه وبين الذي يقتل الابرياء من الناس او من الحرس الوطني والشرطة الذين يسهرون على أرواح الآخرين وتذهب دماؤهم رخيصة على ايدي قتلة ومأجورين لا يهمهم شيء سوى خدمة من لقنوهم دروس العنف والارهاب، ووفروا لهم السبل لكي يقوموا بما قاموا به من نشاطات هدامة وخطيرة، فتحية كبيرة لرجال الامن الذين يقدمون ارواحهم رخيصة في سبيل أمن الآخرين وحماية الوطن، وتحية تقدير واجلال لقيادة تضع أمن المواطنين في مقدمة الاشياء.