نورة ناصر: تبحث حواء عن الجديد في عالم التجميل، وهذا أمر مألوف في معظم المجتمعات، ولكن الجديد في الأمر ان رجال اليوم صاروا يبحثون عن الجمال أيضا، فهم يهتمون ببشرتهم وبأظفارهم بل وبرشاقتهم. لمعرفة المزيد حول عالم التجميل الخاص بالرجال كان هذا التحقيق.
يقول عبدالله حسين انه ينظف بشرته تنظيفا عميقا مرة في الشهر في أحد الصالونات المخصصة للرجال، ويستطرد:
ـ صالونات اليوم مختلفة تماما عن صالونات الأمس، فبعد ان كانت الصالونات تقتصر على الحلاقة، وقص الشعر أو عمل بعض التسريحات، صارت اليوم تقدم خدمات مختلفة تشبه تماما الصالونات النسائية، فنجد خدمة تنظيف البشرة وخدمة حف الوجه (فالحلاقة لا تزيل الشعر الناعم)، وهذا التطور يرجع الى تفتح الرجل، فبعد ان كان الرجل يهتم بجيبه فقط من باب المثل السائد «ما يعيب الرجل الا جيبه» صار اليوم يهتم بأشياء أخرى، ومنها مظهره وجاذبيته، فان لم يكن وسيما أو جذابا صار غير مقبول في مجتمعه، مجتمع المظاهر والجمال والأناقة التي لم تعد قاصرة على النساء. فأناقته واهتمامه بشكله قد يجعلانه مقبولا بين النساء، خصوصا عندما يذهب لخطبة فتاة ما فانها تحكم عليه من شكله ومدى اهتمامه بنفسه، وهذا لا يعني ان نهمل المضمون، لكننا في زمن يتحد فيه الشكل والمضمون، فكلاهما مهمان في حياة الرجل.
ويؤكد الكوافير حسام الشرع كلام عبدالله حسين قائلا:
ـ هذا الصالون كما ترين مخصص للرجال، ونقدم فيه عددا من الخدمات التي لم تعد قاصرة على قص الشعر وحلق الذقن، ومنها خدمة تنظيف البشرة، فصار كوافير اليوم يجيد عدة صنعات، ومهنته تتعدى حدود قص الشعر وتسريحه.
ثم شرح لنا الخطوات التي يقوم بها لتنظيف البشرة:
ـ أولا:
نعقم البشرة بالمحلول الخاص المناسب لنوعها.

ـ ثانيا:
نسلط البخار عليها مباشرة بعد تغطية العينين، لأنها منطقة حساسة لا تتحمل البخار المباشر، والبخار ضروري للبشرة لفتح المسام، وبالتالي يمكننا اخراج جميع ما علق بالبشرة من الداخل.

ثالثا:
نقوم بعملية السنفرة بواسطة الكريمات الخاصة، وندعك البشرة بكريم السنفرة، بحركات دائرية، ثم نزيل الكريم بالاسفنجة والماء البارد.

رابعا:
شفط الدهون، وذلك باستخدام آلة خاصة يدوية وأخرى كهربائية تؤديان هذا الغرض.
اما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة غلق المسام باستخدام آلة كهربائية، حتى لا تتعرض البشرة للأذى أو دخول مزيد من الأتربة، ثم بعد ذلك نضع الماسك المناسب لنوع البشرة.
وختم الشرع حديثه بأن الرجل الكويتي اليوم يهتم ببشرته وشعره وهندامه، ويظهر بمظهر مختلف عما هو مألوف في السابق، وهذا يرجع الى احتكاكه بالدول الأخرى، وتأثره بما حوله، بدليل كثرة زبائنه وتكرار زيارتهم للصالون، فالاهتمام بالشكل صار أمرا رئيسيا في حياة الشاب الكويتي الطالب والموظف وكذلك رجل الأعمال.

*البادكير والمانكير
وعند زيارتنا لأحد الصالونات الرجالية وجدنا خدمة البادكير والمانكير. يقول سامح محمد الذي يعمل في هذا الصالون:
ـ رجل اليوم يهتم بنعومة أظفار اليدين والرجلين، يدخل الصالون ويسأل عن خدمة البادكير والمانكير، ونتيجة لكثرة الشباب الذين يسألون عن هذه الخدمة أوجدناها لهم. وبعد ان كان دخلنا مقتصرا على خدمات قص الشعر، استطعنا اليوم ان نزيد ايراد الصالون بسبب توفير خدمة البادكير والمانكير.
وسألنا أحد الزبائن الذي رفض الافصاح عن اسمه: لم تقوم بعملية البادكير والمانكير؟
أجاب: أثناء زيارتي المتكررة لتايلند كنت وأصدقائي نهتم بالعناية بأظفارنا نتيجة كثرة الصالونات التي تؤدي هذه الخدمة، وقد جربت البادكير والمانكير في بانكوك مرة واحدة، وشعرت بالنظافة والارتياح، وصرت أكرر البادكير كلما أسافر الى تايلند، لأن هذه الخدمة لم تكن معروفة بعد في الكويت. ولكن في السنوات الأخيرة وجدت هذه الخدمة وبأسعار رمزية تشجعنا على الاهتمام بأنفسنا، فلم تعط المرأة وحدها هذا الحق؟

*عناية شهرية
ويبين نواف سعد انه يحرص على العناية ببشرته شهريا، ويقول:
ـ أزور الصالون لأعمل تنظيف بشرة مرة كل شهر، كما انني اشتري بعض الكريمات الخاصة للحبوب وأخرى للتنظيف اليومي وثالثة للوقاية من أضرار الشمس.
وبهذه المناسبة أنادي بفتح مراكز تجميل للعناية ببشرة الرجال، ولعمل الجلسات العلاجية حسب نوع المشكلة علما بأن ما يقلق المرأة يقلق الرجل كذلك، فظهور الحبوب والندب على الوجه يزعج المرأة والرجل على حد سواء، واذا كانت السيدة ترغب بعلاج مشكلتها فالرجل كذلك.

*عمليات تجميلية
ولا تقتصر عناية الرجل ببشرته عند حدود الصالونات، بل تتعداها الى طبيب التجميل لإجراء عملية شد الوجه أو غيرها، وهذا ما أكده الدكتور محمد بشار:
ـ يقبل كثير من الرجال على عمليات التجميل، من أجل الحفاظ على مظهر شبابي دائم، وقد يقبل عليها بصورة أكبر من يعملون في المبيعات والدعاية والاعلانات، خصوصا عمليات شد الوجه. فمع تقدم العمر يفقد الجلد مرونته، وتضعف عضلاته، ويبدو الوجه كأنه يتجه مع الجاذبية الى الأسفل ويظهر الترهل واضحا حول الفك السفلي، وعند زوايا الوجه وفي الرقبة وكذلك عند الجبهة وحول العين والفم. وفي الماضي كان الاقبال على مثل هذه العملية قليلا بل وصعبا، الا انه في السنوات الأخيرة تزايد الطلب على هذه العمليات في العالم الغربي والعربي، وذلك بسبب النتائج الفعالة والرائعة والناجحة لمثل هذه العمليات.