بقي ان يظهر «ابو مصعب» ثالث لتحدُث المعجزة وتنطبق السماء على الارض فبالإضافة الى «أبو مصعب الزرقاوي» ظهر أبو مصعب جديد هو السوري عمر عبدالحكيم الذي تطارده أيضاً كل إستخبارات الكرة الارضية بإستثناء الاستخبارات التي تحتضن أبو مصعب الزرقاوي والتي حولته الى أسطورة أكثر رواجاً من أسطورة أسامة بن لادن العجيبة والغربية.
غير معروف أين يختبىء (ابو مصعب السوري)، هذا، فقد يكون لايزال في بريطانيا التي كانت إحتضنته كما إحتضنت ابو حمزة المصري وقد يكون في العراق يضرب ولا يهرب وقد يكون في منطقة «محايدة» على الحدود العراقية مع إحدى الدول العربية المجاورة وقد يكون في أفغانستان او مختبئاً مع أسامة بن لادن او في أحد المعسكرات التي خصصتها دولة إسلامية لآباء المصاعب ولأبناء المصائب.
إن المصائب التي يتعرض لها العراق بينما أصبح على مرمى حجر من إنتخابات الأحد المقبل ليس سببها كلها آباء المصاعب، وفي مقدمتهم بدون فخر ابو مصعب الزرقاوي، فهناك سود العمائم الزاحفون مع طوفان «إطلاعات» وأمواج «بازدران» وهناك اللائحة رقم «169» المتضمنة ألف لغم ولغم وهناك فلول النظام السابق الذين يواصلون مهمة ذبح العراقيين ولكن هذه المرة على الطريقة «الحلال» وبمباركة وبسملات هيئة علماء المسلمين.
أبو مصعب الزرقاوي أعلن الحرب على إنتخابات يوم الاحد المقبل لأنها «كذبة أميركية كبرى» ولأنها تقوم على حكم الشعب الذي يتناقض مع حكم الله المستمد مـــن الكتاب والسنة (!!!) وهو يقول : «تقوم الديموقراطية على مبدأ حرية تشكيل التجمعات والاحزاب السياسية أياً كانت عقيدتها وأفكارها وأخلاقياتها.. وهذا باطل شرعاً.. والإعتراف الطوعي بشرعية الاحزاب الكافرة يتضمن الرضا بالكفر.. والرضا بالكفر كفر».
وفلول نظام صدام حسين أعلنوا بدورهم الحرب على هذه الانتخابات لأنهم لا يريدون شرعية في العراق غير شرعية المقابر الجماعية وجدع الأنوف وصَلْم الآذان ولأنهم قرروا إما ان يبقى العراق سجناً كبيراً وإقطاعية لا يشاركهم فيها أحد وإما ان لا يبقى فيه حجر على حجر ولا تقوم له قائمة ويبقى يأكل ذاته الى ان يتشظى ويتحول الى طوائف وقبائل متقاتلة تكون نهايتها كنهاية دول الطوائف في الاندلس.
و«هيئة علماء المسلمين«، التي غفا رموزها في احضان نظام الوحشة والخوف طويلاً، ترفض إنتخابات الأحد المقبل، لأنها لاتزال تستمتع بحلاوة آخر انتخابات في عهد ديموقراطية صدام حسين ولأنها تعتبر الانتخابات في ظل الاحتلال حراما ولأنها رغم تعاونها مع «إطلاعات» و«بازدران» تخشى من طغيان الشيعة، بما في ذلك العروبيون منهم كرئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي ووزير الدفاع حازم الشعلان، على الاوضاع العراقية !!.
كل آباء المصاعب وآباء المصائب لا يريدون إنتخابات الاحد المقبل وهم يشنون الحرب عليها مع «ابو مصعب الزرقاوي» لأن هؤلاء جميعاً لا يريدون ان يصبح العراق ديموقراطياً ولأن هذه الديموقراطية «باطل وضلال وكفر بواح» ولأنها اعتراف طوعي بشرعية الاحزاب الكافرة.. ولأنه لا ديموقراطية الا ديموقراطية علي الكيماوي والجزراوي وديموقراطية تورا بورا والملا عمر.