في السابع والعشرين من يناير هذا العام تحل الذكرى الستون لمذبحة الهولوكوست، إذ اقتحمت قوات الحلفاء معسكر اوشفيتز بجنوب بولندا في الايام الاخيرة من الحرب العالمية الثانية، فاكتشفت فيه -كما يقول الهولوكيون- آثار مذبحة رهيبة، حيث اباد النازيون اكثر من مليون نفس جلهم من اليهود، وكانت غرف الغاز كما تقول روايتهم إحدى وسائل الابادة المفضلة في هذا المعتقل الدموي، ولذا فان هذه الذكرى ستسأثر باهتمام عالمي كبير، حيث خصصت الامم المتحدة لها احتفالية خاصة.
ومصطلح الهولو كوست (HOLOCAUST) مصطلح يهودي توراتي، فهو يعني القربان الذي احرقته النار فصار رمادا، وكما قال تعالى في وصفهم «الذين قالوا إن الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار)، فعلامة قبول القربان ان تنزل نار من السماء فتحرقه، ومن ثم دخلت هذه الكلمة الى الانجليزية بمعنى (المحرقة)، وكما هو معلوم فقد نجحت الآلة الاعلامية اليهودية في توظيف هذا الحدث بما يخدم مصالحها الاستراتيجية متجاوزة ما يعتري رؤيتها المضخمة للحدث من مبالغات وتناقضات فاضحة، اذ تدعي روايتها ان ضحايا المحرقة يبلغ 6 ملايين، وهو ما دعا عالم الاحصاء اليهودي الاميركي ليستويفسكي الى القول بان «عدد اليهود الذين اختفوا من المانيا اثناء حكم هتلر يتراوح ما بين ثلاثمائة وخمسين الفا الى خمسمائة الف يهودي، وان المبالغة بهذا الرقم وجعله ستة ملايين امر مخجل)، ويشاطره الرأي عينه الكاتب اليهودي الاميركي نورمان فنكلشتاين في كتابه «صناعة الهولوكوست» الذي اكد فيه انه متيقن من ان الهدف الاساسي لليهود من تضخيمهم المستمر للهولوكوست يتمثل في الحصول على مزيد من الارباح والمنافع المادية، ولو تم ذلك عبر تزوير التاريخ وتزييف الوثائق!
وبالطبع فان احدا لا ينكر هول الفظائع التي ارتكبها النازيون بحق البشرية، والتي راح من جرائها الملايين من الابرياء، لكنهم بالطبع لم يكونوا يهودا كلهم، بل ربما لا يشكل اليهود عشرهم، ومن ثم فإن تصوير اليهود في صورة الشعب المضطهد الوحيد في هذه الدنيا يمثل نظرة احادية الجانب تغفل المذابح التي حلت بشعوب اخرى يفوق عدد ضحاياها ضحايا الهولوكوست المزعوم!
والعجيب في هذا العالم الغربي الغريب ان يبيح لاهله التشكيك بوجود الله تعالى وكل اليقينيات الكبرى كالجنة والنار بحجة الحرية الفكرية، الا انه يحظر التشكيك بمذبحة الهولوكوست باعتبار ذلك عملا مضادا للسامية، يجرمه القانون!! وحسبك بذلك دليلا اخر على النفوذ اليهودي العالمي، فقد نجح اللوبي اليهودي في فرنسا عام 1990 باصدار قانون (غايسو) الذي يعاقب كل من يشكك بالهولوكوست بالسجن لمدة سنة وبغرامة قد تصل الى 300 الف فرنك فرنسي، ونتيجة لذلك فقد حوكم المفكر الفرنسي الراحل روجيه غارودي بسبب كتابة «الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية» وحكم عليه بالسجن لمدة سنة مع وقف التنفيذ، ولم يسلم من ذلك حتى البحث الاكاديمي المجرد، فقد قدم الباحث والمؤرخ الفرنسي هنري روك اطروحته لنيل الدكتوراه في جامعة نانت في علم التاريخ، وقد تضمنت مناقشة منهجية لبعض الوثائق المتعلقة بغرف الغاز وتفنيدا لها بطريقة علمية امينة، وحصل بذلك على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز، وهنا ثارت ثائرة اليهود الذي مارسوا ضغوطهم على الحكومة الفرنسية مما اضطر وزير التعليم العالي الفرنسي الى سحب الدرجة العلمية الممنوحة للباحث وذلك في عام 1986، انه عالم مليء بالغرائب والمتناقضات، فلا صوت فيه يعلو صوت اليهود ولو كان صوت العلم والفكر والبحث!!