في كل عام وفي نفس الوقت مع بداية العام الجديد يعود المقاولون بعدتهم وآلاتهم المزعجة مع جحافل عمالهم الى "ميدان اوال"... هذه المساحة البائسة في قلب العاصمة المنامة وذلك ليكرروا عرض فصول تمثيلية مملة تكون قد عرضت في العام الذي سبقه.
هؤلاء المقاولون يحملون مفاجآتهم في كل عام جالبيين معهم المزيد من المعاناة بل والمزيد من الازعاج لساكني ومرتادي هذه المنطقة المعروفة باكتظاظ عماراتها السكنية ومحالها التجارية الى المقاهي والمطاعم ودور السينما.
ليس هذا فحسب بل يتواصل الاختناق المروري في منطقة الميدان لساعات طويلة قد تمتد الى ما بعد منتصف الليل تكون الحفريات في كل مكان والالات تواصل عزف الحانها المزعجة مع متاريس الاشغال التي يتفنن المقاولون في ترتيبها حسب مزاجهم مسببة بذلك الكثير من العراقيل امام انسياب حركة المرور وتزاحم المشاة في سيرهم وعبورهم من مكان إلى آخر.
ففي العام الماضي أغلقت منافذ هذا الميدان حوالي ستة اشهر حسب قول بعض المقيمين وكانت تلك الفترة كافية للفنيين والمهندسين لانجاز المشروع بشكل نهائي دون الحاجة لحفريات أخرى.
وعند الاستفسار عن كثرة الحفريات في هذه الميدان اوضح احد المشرفين على العمل ان ذلك سيستغرق فترة طويلة تصل الى ستة اشهر اخرى... لكن عندما سئل عن السبب لم يكن لديه أي جواب...اذ يبدو ان الجواب لايزال مركونا في ادراج وملفات الوزارة!!
طبعا هذا مثال من الامثلة التي تخص موضوع مشروعات رصف الطرق والمجاري والاشغال في شوارع العاصمة فما بال لو فتحت ملفات المشروعات الأخرى في مدن وقرى البلاد الكثيرة.
هناك مناقصات كثيرة لا تنتهي في هذا الجانب... تستنزف الاموال ويجهد العمال الاسيويون لساعات طويلة لكن دون فائدة على قاطني المنطقة الا نادرا او انجزت بصورة خيالية ان دخلت "الواسطة" على الخط.
لذلك من الضروري ان تقوم الجهات المعنية بواجبها اتجاه المواطن والمقيم بان تعطي ردا شافيا ومقنعا ازاء ما يحدث في "ميدان اوال" وحبذا لو يتم الاسراع في انهاء هذا المشروع المزعج عل وعسى ان يكون عبرة لمشروعات مماثلة في مناطق أخرى من البلاد..