زياد حيدر: شدد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، في حديث الى lt;lt;السفيرgt;gt; في موسكو امس، على وجود lt;lt;تقارب كبيرgt;gt; بين الموقفين السوري والروسي حيال لبنان، مشيرا إلى أن المحادثات التي اجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول تطرقت إلى هذا الموضوع.
واشار الشرع الى أن ثمة lt;lt;رؤية مشتركةgt;gt; بين البلدين تجاه العراق، الذي اعرب عن lt;lt;القلقgt;gt; على مستقبله. ونفى الشرع ان تكون هناك وساطة تقوم بها موسكو بين دمشق وتل ابيب، وشدد على أن إسرائيل lt;lt;لا تستطيع أن تتحدى العالم الى الأبدgt;gt;.
وفيما قال مصدر روسي رسمي لlt;lt;السفيرgt;gt; أن lt;lt;ثمة توجها جديا لدى الرئاسة الروسية لإقامة علاقة استراتيجية مع سورياgt;gt; ، وقع البلدان امس بروتوكولا لتسوية الديون السورية المتوجبة لروسيا، والبالغة 14,5 مليار دولار، بعد إسقاط 73 في المئة منها، وتحديد آلية تسديد مريحة للجانب السوري، وذلك بحضور كل من الأسد ورئيس الحكومة الروسية ميخائيل فرادكوف، الذي اعتبر الاتفاق بمثابة تعبير عن lt;lt;الاهتمام الروسي الكبيرgt;gt; بالزيارة، التي تختتم اليوم بلقاءات مع ممثلين عن الجالية السورية والسلك الدبلوماسي الروسي.
وردا على سؤال عما إذا كان الاتفاق سيساعد في دعم التعاون العسكري بين البلدين في المستقبل، على اعتبار أن غالبية الديون كانت ذات طابع عسكري، قال وزير المال السوري محمد الحسين لlt;lt;السفيرgt;gt; أن غالبية الديون العسكرية تعود إلى ما قبل العام 1992، مضيفا أن تسوية هذا الملف الآن lt;lt;ستفتح كل أبواب التعاون أمام البلدينgt;gt;.
والتقى الأسد ايضا كلا من رئيس مجلس الدوما بوريس غريزلوف ورئيس غرفة التجارة والصناعة يفغيني بريماكوف، كما قام بزيارة إلى مبنى بلدية موسكو. وبحث الاسد مع غريزلوف علاقات التعاون البرلمانية بين البلدين، كما بحث مع بريماكوف العلاقة بين القطاعين الخاص والعام بين البلدين، والزيارة التي ينوي أن يقوم بها الاخير إلى دمشق في التاسع من الشهر المقبل.
الشرع
اكد الشرع لlt;lt;السفيرgt;gt; وجود تقارب كبير بين الموقفين السوري والروسي حيال لبنان، مشيرا إلى أن محادثات الأسد وبوتين تطرقت إلى هذا الموضع. وقال الشرع أنه تم lt;lt;التطرق إلى كل شيء، ومواقفنا إن لم تكن متطابقة فهي متقاربة جدا، بما فيها الوضع في لبنانgt;gt;.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر سورية لlt;lt;السفيرgt;gt; أن الأسد شكر الرئيس الروسي على موقف بلاده من القرار الرقم 1559 في مستهل جلسة المحادثات الثنائية الموسعة أمس الأول.
ووصف الشرع جلسة محادثاته الطويلة أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بأنها lt;lt;كانت جيدة ووديةgt;gt;، مشيرا إلى أنها lt;lt;استكمال للمباحثات التي جرت بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، و(تشمل) تفاصيل أكثر نستطيع نحن أن نتناولها كوزراءgt;gt;.
واعتبر وزير الخارجية السوري أن دمشق تطمح الآن إلى بناء lt;lt;علاقات متينة وقوية ومستقرة مع أكبر عدد من الدولgt;gt;، مشيرا في الوقت نفسه إلى الخصوصية الروسية. وقال lt;lt;من الطبيعي أن روسيا تأتي في مقدم هذه الدول، لأن هناك تاريخا طويلا من هذه العلاقات، وسلسلة من مسائل التعاون بين سوريا وروسيا والاتحاد السوفياتي سابقا، وإحياء هذه العلاقة مهم، ويخدم مصلحة البلدين، ويخدم قضية السلام في الشرق الأوسطgt;gt;.
وعما إذا كانت محادثات الطرفين قد تطرقت الى الموضوع الإيراني، خصوصا بعد إشارة سابقة للرئيس السوري إلى ذلك، قال الشرع lt;lt;في المباحثات بين الرئيسين وبين الوزيرين ايضا، والوزراء الآخرين تم بحث كل شيء. أقول بشكل خاص أنه في المباحثات بين الرئيسين بحثنا جميع القضايا التي يمكن أن تكون موضع اهتمام مشترك، من إيران إلى الشرق الأوسط، إلى السلام وإسرائيل والولايات المتحدة، والنظام الدولي الجديد والوضع الاقتصادي في العالمgt;gt;.
وعن العراق، قال الشرع lt;lt;هناك رؤية مشتركة تجاه العراق، لأن العراق جار أيضا بالنسبة لروسيا، ووحدة العراق أساسية والعملية السياسية مهمة برغم الشكوك التي تدور حول نجاحهاgt;gt;. أضاف lt;lt;نحن قلقون على مستقبل العراق، ونأمل أن يكون القلق في غير محله، وأن يتمكن الشعب العراقي الشقيق من تجاوز هذه المحنة الخطيرة التي يمر بها، وأن يتمكن من إعادة بناء العراق على اسس سليمة موحدة خالية من العنف ومن كل اشكال التقسيمgt;gt;. وتابع أن lt;lt;العراق يمر بمرحلة حساسة للغاية، ونأمل ألا يسمح الشعب العراقي لأصحاب الفتن أن يأخذوا أي مكان مهم في العراقgt;gt;.
ونفى الشرع ان تكون هناك وساطة من اي قبيل تقوم بها موسكو بين دمشق وتل ابيب، وطالب بدور أكبر لروسيا في عملية السلام. وقال lt;lt;روسيا لا تقوم بوساطة كونها عضو دائما في مجلس الأمن ودولة كبرى، كانت أحد الراعين لعملية السلام، وهي تستطيع ان تقوم بهذا الدور من دون أن يكلفها أحد بذلك. نحن بدورنا راغبون في أن تقوم روسيا بدور فاعل في إحياء عملية السلامgt;gt;. اضاف lt;lt;إن عملية السلام متوقفة، والموقف الروسي متماسك مع الشرعية الدولية ومع قرارات مجلس الأمن، و(مبدأ) الأرض مقابل السلام ومرجعية مدريد للعام 1991، ومع حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيينgt;gt;.
وشدد وزير الخارجية السوري على أن إسرائيل في النهاية lt;lt;لا تستطيع أن تتحدى العالم الى الأبدgt;gt;. وتساءل إلى lt;lt;متى تستطيع إسرائيل الاستمرار في رفض مشاركة أوروبا في إحياء عملية السلامgt;gt; معربا عن قناعته بأن ذلك لا يمكن أن يستمر.
وكان الشرع قد اشار في بداية لقائه مع لافروف الى ما وصفه بlt;lt;النجاح التامgt;gt; لزيارة الأسد، معتبرا أن lt;lt;تسوية مشكلة الديون كانت في غاية الأهمية وستفتح بابا واسعاgt;gt; للتعاون بين البلدين.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية lt;lt;ساناgt;gt; أن الشرع ولافروف أكدا على lt;lt;أهمية تعزيز الحوار بين الفصائل الفلسطينية لتعزيز الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني باعتبارها الضمانة التي تمنح الموقف الفلسطيني قوته في مواجهة الاستحقاقات الراهنةgt;gt;. وفي الاطار نفسه، قال مصدر روسي رسمي لlt;lt;السفيرgt;gt; أن ثمة lt;lt;توجها روسيا الآن لتنمية العلاقة مع سوريا على اساس استراتيجي، قائم على النظر نحو المستقبل، لا على أساس الحاضرgt;gt;، لافتا إلى أن lt;lt;هذه رغبة المؤسسة الرئاسية الروسيةgt;gt;.
واوضح المصدر أن ثمة lt;lt;آفاقا جيدة لهذه العلاقة وسوريا بلد له تقدير كبير بالنسبة لروسياgt;gt;، مشيرا الى أن رغبة موسكو في إقامة علاقة استراتيجية مع دمشق lt;lt;موجودة وقائمةgt;gt; أما كيف تقابل هذه الرغبة من قبل الجانب السوري lt;lt;فهو عائد الى الجانب السوريgt;gt;. أضاف أن lt;lt;الروس يعلقون آمالا كبيرة على العلاقة الاقتصادية بين البلدينgt;gt; متمنيا أن تثمر اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة المقبلة عن اتفاقات تدعم هذا التوجه.