اسرائيل ماضية في تهوي] المدينة المقدسة فبعد قرار ضم القدس الى اسرائيل في عام 1967 وبعد مصادرة ثلث اراضيها لبناء المستعمرات وحظر استعمال الثلث الثاني من قبل اصحابها باعتباره منطقة خضراء تحيط بالمستعمرات .. ها هي تقدم على مصادرة الثلث الاخير من خلال تطبيق قانون (أملاك الغائبين) عليه !
القانون سيئ الصيت كانت قد سنته اسرائيل في عام 1950 وبموجبه فان املاك من نسميهم بالغائبين من السكان الفلسطينيين الاصليين تنتقل مباشرة الى الدولة تتصرف فيها كما تشاء ووفقا لهذا القانون وغيره من القوانين الجائرة (مثل قانون المناطق الامنية والعسكرية) هدمت اسرائيل مايزيد على (450) قرية فلسطينية داخل الخط الاخضر وصادرت 90% من أراضي من بقي على ارضه من الفلسطينيين والان وبقرار من الحكومة الاسرائيلية يجرى تطبيق القانون على الفلسطينيين ممن يمتلكون اراضي في مدينة القدس ومنطقتها مع ان هؤلاء في معظمهم يعيشون في الضفة الغربية مما يعني ان مخططا اسرائيليا يجري تطبيقه على الارض يقوم على سلب اراضي القدس الشرقية التي تعتبرها اسرائيل جزءا من اراضيها بغض النظر عن مشروع خارطة الطريق التي اخضعت قضايا الحل النهائي وبضمنها مدينة القدس للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وكذلك بغض النظر عن قرارات الامم المتحدة التي تعتبر القدس الشرقية جزءا من الاراضي التي جرى احتلالها في عام 1967 وبغض النظر عن مبادرة السلام العربية في قمة بيروت والداعية الى انسحاب اسرائيل من المناطق التي احتلتها بما في ذلك القدس الشرقية مقابل اعتراف عربي رسمي باسرائيل .
يأتي هذا القرار متوافقا مع قرار إسرائيلي اخر وهو : الاستمرار في بناء الجدار العازل بعد توقف دام ثمانية اشهر تطبيقا لقرار من المحكمة العليا في اسرائيل وليس تطبيقا لقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي التي قضت ببطلان بناء هذا الجدار وطلبت من اسرائيل ان تقوم بهدمه والتعويض على الفسطينيين .
يأتي تطبيق القرارين في ظل أنباء تتحدث عن امكانية حقيقية لعقد هدفه بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وتزامنا مع جولة المبعوث الاميركي بيرنز في المنطقة من اجل بحث امكانية استئناف المفاوضات بين الجانبين وقبيل جولات غيره من المنددين الدوليين ويأتي ايضا بعد ان أمر الرئيس الفلسطيني بانتشار افراد من الشرطة الفلسطينية على الحدود ما بين غزة ومنطقة الخط الاخضر في محاولة فلسطينية واضحة للالتزام بخارطة الطريق وفي ظل حكومة ائتلاف مع حزبي العمل والذي دخل اليها تحت عنوان (تحقيق السلام) مع الفلسطينيين !
الجانب الاسرائيلي يقابل النوايا الحسنة الفلسطينية والعربية بمجموعة من الخطوات التي تؤكد على تمرير وجهات النظر الاسرائيلية فيما يتعلق بالتسوية مع الفسطينيين والعرب وهو ما يعتبر مؤشرا واضحا للجدية الاسرائيلية في رفض حق اللاجئين في العودة ورفض الانسحاب من كل الاراضي المحتلة في عام 1967 ورفض سحب المستعمرات من الضفة الغربية والابقاء على مدينة القدس (عاصمة موحدة) لاسرائيل وهذه هي القضايا التي أشار اليها اربيل شارون في خطابه في 16/12/2004 في اختتام مؤتمر هرتسيليا بأن اتفاقا وتوافقا استراتيجيا جرى بينه وبين الرئيس بوش عليها .. بالتالي فإن اسئلة كثيرة تطرح على بساط البحث :
ماذا يتبقى للتفاوض عليه مع الاسرائيليين الذين يتنكرون للحقوق الوطنية الاساسية للشعب الفلسطيني ؟ وهل ان الولايات المتحدة وسيط نزيه في الصراع الفلسطيني العربي - الاسرائيلي ؟ وهل تريد اسرائيل السلام مع الفلسطينيين والعرب ؟ الشواهد التاريخية والحالية تشير الى ان الاجابات هي لا كبيرة ... وهذا ما ستثبته طبيعة الاحداث في المدى القريب والمباشر.