تتحقق اللعبة الديمقراطية اليوم في العراق ويمشي كل عراقي نحو خياراته والتدليل عليها في صندوق الاقتراع . قد يكون الفرح العراقي بهذا اليوم لا مثيل له وهو يحفر من جديد خياراته على عراقه الجديد ، الا ان الفرحة ليست مكتملة بوجود الاحتلال.
ومع كل الاجواء السائدة في العراق ولجوء البعض الى خيار الابتعاد عن ممارسة الديمقراطية فان العراقيين يؤمنون بان الطريق الصحيح قد بدأ وان الحاجة اليه ماسة وضرورية وان العالم الذي يشد على يد العراقيين لتأمين تطلعاتهم نحو حياة متغيرة يعتبر الفرز الجديد للوضع العراقي بمثابة خطوة الى الأمام لن تكون ناقصة حتى في ظل احتجاب الكثيرين عن الادلاء بصوتهم في هذه المعركة التاريخية .
منذ صباح اليوم تكون الاراضي العراقية مسرحا لخيار حر يراد له ان يكبر مع الوقت وان يؤسس الى نعمة جهلها العراقيون طويلا لانهم كانوا خارجها . وهذا الخيار سوف تقوم عليه قيم ومبادئ وسوف يكون بالتالي ساعة الحقيقة التي لن تغفر لاي عراقي وقوفه على الحياد في معركته الضرورية المصنوعة من اجله ولحماية مكتسباته القادمة وتأمين عيشه اللائق .
حتى اولئك الذين تمنعوا عن الادلاء باصواتهم لن يقولوا لا في باطن حقيقتهم. ان كلمة اللا صعبة في مسار تغييري هام انتظره المجتمع العراقي بفارغ الصبر منذ اكثر من ثلاثين عاما لم ينس خلاله ان الترجمة الحقيقية لتطوره وقيامته سوف تكون من خلال صناديق الاقتراع ومن خلال ايصال ممثليه الى البرلمان ومن ثم تحديد الدستور الذي ينتظر كل الافكار المخلصة وكل الايدي التي تتحرك بواقع التغيير ذلك.
نرجو ان يلهم الله كل عراقي بالخروج هذا الصباح لممارسة حقه الطبيعي في انتخاباته البرلمانية المنشودة . كما نرجو ان يتعامل العراقيون مع الظاهرة الجديدة بكونها نقلة هائلة نحو خيار حر خارج من الارث القديم الذي احتجز حرياته . وللذين لن يصوتوا ويعلمون جيدا ان عليهم المبادرة من اجل عراقهم المنتظر فان الملامة هي الوجع الذي سيؤرقهم ، علما ان الحياة السياسية في العراق لن تنتهي عند هذا الحد لانها الابقى في مسلسل بناء الدولة والمؤسسات والحياة الجديدة.