تكريت من ماثيو مكاليستر: أهم موضوعات المناقشة المشتركة بين الناس في تكريت هذه الايام هو انتخابات اليوم الاحد· فالمدينة على موعد مع ديموقراطية غير مكتملة لكنها مهمة على اية حال··ان تكريت اليوم هي مدينة مختلفة تماما عن تكريت التي وقفت في تحية الحافلات المعبأة بالصحفيين الاجانب في 15 اكتوبر ،2002 حيث كان ذلك يوم انتخاب ايضا وحاز فيه صدام على نسبة تأييد بلغت 100 في المائة من الأصوات ليشغل فترة رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات·
ففي ذلك اليوم رافق مسؤولون في حزب البعث الحاكم الصحفيين بعد ان شربوا معهم القهوة في احد الفنادق بمحاذاة مبنى القصر الرئاسي في رحلتهم لاحدى المدارس الثانوية حيث كان المئات من التكريتيين شبه المنفعلين يصطفون للادلاء باصواتهم وبعضهم احدثوا جروحا في اصبع الابهام حتى يصوتوا بدمهم·
وكان من الواضح ان ذلك العرض نظمه حزب البعث الحاكم للصحافة الاجنبية، وبالتالي كان من المستحيل استبعاد الشعور بان بعض، او ربما الكثير من الحماس كان حقيقيا· وقد جسد اليوم باكمله السيطرة الكاملة لصدام على بلاده، واستبداديته غير المعقولة حيث فاز باصوات قالت ''نعم'' اكثر من عدد الاصوات المسجلة وشفافية حكمه الزائفة· وفي ذلك اليوم قال طالب يدرس الهندسة في العشرين من عمره، كان متواجدا في المدرسة :''هذا الاستفتاء مهم جدا لان الجميع في العراق يحبون صدام··الجنوب، الغرب، الشمال، الشرق، في كل منطقة· ولا اعتقد ان هناك شخصا سيكتب ''لا'' هذا مستحيل·''
في ذلك الوقت، كان مجمع قصور صدام يقع الى الخلف مباشرة من جدار المدرسة، وكان محرما على الصحفيين دخوله· لكن هذا الاسبوع وفي رحلة اخرى للصحفيين الى تكريت نظمتها الحكومة هذه المرة كان الموقف قد تحول· فلأن من الخطورة بمكان السير على الطرقات العراقية الان بالنسبة للاجانب، فان السفارة الاميركية تنظم رحلات بالمروحيات للصحفيين لزيارة المدن العراقية والوقوف بانفسهم على اخر التحضيرات التي تمت للانتخابات·
وشرح المسؤولون للصحفيين المتجهين الى تكريت الاربعاء الماضي بواسطة مروحية بلاك هوك، انه سوف يسمح لهم بالدخول الى مجمع القصور الذي كان محظورا قبل عامين، ولكن غير مسموح لهم التجول في الخارج، لانه من الخطر جدا مغادرة ساحة المجمع· وبالتالي لم تكن هناك اية لقاءات مع الناخبين، ولا مع عمال الانتخابات، ولا مع المرشحين بخلاف المسؤولين العراقيين المعينين الذين تمت دعوتهم الى القصر لحضور الاجتماع الشهري مع الجنرال جون باتستي قائد فرقة المشاة التي تعمل في 4 محافظات عراقية ومن ضمنها صلاح الدين التي تشمل تكريت·
وبخلاف الاجتماع فان التحضيرات للانتخابات كانت بعيدة عن الانظار، وطبقا لما تمكنوا من الخروج من المبنى في الايام الاخيرة فقط كانت المظاهر تبدو واضحة، خاصة في مظهر المدارس الخاضعة لحراسة مشددة بعد ان تم تخصيصها كمراكز اقتراع·