العدالة‏,‏ والشرف‏,‏ والأمانة‏,‏ والصدق‏,‏ واحترام القانون‏,‏ مما جعل هذه المرحلة تفرز البرتو جونزاليس الذي قدم لامريكا اعذارا ملفقة تعطيها الحق في ممارسة التعذيب‏,‏ وكان ذلك سببا كافيا لكي يختاره الرئيس بوش في المنصب الذي يفترض في شاغله أن يكون حارسا للقانون وللعدالة‏.‏
ويقول بوب هربرت ولو كانت امريكا كما كانت تعرف نفسها ويعرفها العالم لما كان لمثل جونزاليس الاقتراب من هذا المنصب المرتبط بالشرف والنزاهة‏,‏ ولكن في ظل وجود الادارة الحالية فانه يبدو هو الرجل المناسب لهذا المنصب مادام قد اخترع اسبابا قانونية تبرر الاعتقال دون محاكمة ودون ابداء اسباب ولمدد غير محددة‏,‏ وبرر تعذيب السجناء في العراق‏,‏ وكان هو وامثاله الذين جعلوا الحرب علي الارهاب مخزية وفاشلة‏,‏ وأدي تطبيق احكامه الي ممارسات مروعة وشنيعة عادت بالولايات المتحدة الي القرون الوسطي‏!‏
ويعلق بوب هربرت بعد ذلك فيقول‏:‏ ولكن هذه هي ادارة بوش التي تكافئ عدم الكفاءة وتكرم الفشل كما حدث عندما منح الرئيس بوش اعلي ميدالية لكل من جورج تينت مدير المخابرات المسئول عن التقارير الملفقة عن اسلحة العراق‏,‏ وتومي فرانكس المسئول عن فشل القوات الامريكية في تحقيق الأمن في العراق‏,‏ وبول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق الذي فشل في حكم العراق بما يجعل بقاء الاحتلال الامريكي اكثر أمنا‏,‏ ولقد تعلم جونزاليس من رئيسه واتقن الخداع حتي انه قال في جلسة الاستماع في الكونجرس قبل تعيينه إنه ضد التعذيب‏.‏
يقول بوب هربرت‏:‏ اذا كانت الادارة الامريكية تري أن التعذيب يتنافي مع القانون ومع القيم الأمريكية والمعايير الدولية فلماذا اذن قمنا ـ نحن الامريكيون ـ بتعذيب وتشويه السجناء واهانتهم جنسيا‏,‏ بل وقتلهم ايضا؟ وكيف نصدق اننا توقفنا عن ذلك‏..‏ اين الدليل؟
مشكلة الولايات المتحدة ـ كما يقول الكاتب الامريكي ـ ان ادارة الرئيس بوش تعمل علي أساس انها تستطيع أن تقول ما تشاء وتفعل ماتشاء‏,‏ وهذا ما أدي إلي ما نحن فيه‏,‏ حيث تغيرت طبيعة أمريكا‏,‏ وأدي الي فقدان جوهر الديمقراطية الامريكية‏,‏ وأدي ذلك الي شن حرب مرعبة في العراق رغم نصائح معظم دول العالم‏,‏
كما ادي إلي السماح بالتعذيب وانتهاك حقوق الانسان‏,‏ كل ذلك جاء نتيجة سياسة هي مزيج من القوة‏,‏ والغرور‏,‏ وعدم الكفاءة في ادارة الرئيس بوش‏,‏ ورغم تصريحات الرئيس بوش الأخيرة عن احترام حقوق السجناء‏,‏ فإن الادارة الامريكية تضع الآن مخططا سريا لاعتقال المشتبه فيهم مدي الحياة دون توجيه أي تهمة اليهم‏,‏ بل ودون الاعلان عن اعتقالهم‏(!)‏
وهكذا أصبح الحديث عن الالتزام بالقانون نكتة‏,‏ وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن من بين المعتقلين مئات الاشخاص في سجون عسكرية او في معتقلات تابعة للمخابرات‏(‏ سي‏.‏ آي‏.‏ ايه‏)‏ وبذلك لن تكون هناك ادلة كافية تسمح بعرض امرهم علي القضاء‏,‏ ووفقا للمخطط الجديد سوف يكون هناك المزيد من المعتقلين لا يعلم أحد من هم‏,‏ وما ذنبهم‏,‏ والي متي يستمر سجنهم‏,‏ وسيكون الأمر كله في دائرة ثلاثة فقط‏:‏ البرتوجونزاليس صاحب نظرية حق امريكا في اعتقال وتعذيب من تشتبه فيهم دون ابداء الاسباب‏,‏
ودونالد رامسفيلد صاحب نظرية اليد الحديدية لأمريكا التي تضرب دون أن تعمل حسابا لشئ‏,‏ وبورتر جوس المدير الجديد للمخابرات الامريكية الذي قرر تكوين فرق اغتيالات خارج امريكا‏!‏
يقول بوب هربرت‏:‏ كان الامريكيون يعتبرون بلادهم الحارس للعدالة والنزاهة ولكن يصعب الآن تصديق ذلك‏,‏ وليس امام الباحثين عن العدل الا أن يلجأوا الي مكان آخر‏!‏
هذا مايقوله كاتب امريكي عن صورة امريكا في المرآة‏..‏ فماذا يقول العرب؟‏!‏