يجب ان تتوجه انظار الكويتيين هذا الصباح نحو العراق. فهذا البلد الجار كان مصدر خير عندما كان بلدا مستقرا آمنا. وكان مصدر شر عندما كان بلدا متأزما، وهذا اليوم هو يوم مهم تتوقف على نتائجه حالة الاستقرار، او التأزم لا سمح الله.
الانتخابات العراقية ستفرز نتائج متوازنة، نقول ذلك قبل الانتخابات، وقبل فرز النتائج، لأن الانتخابات العراقية التي تدور اليوم رحاها، تقام على اساس اللائحة او القائمة، وهو ما حاول بعض اعداء العراق تشويهه عبر قنوات فضائية عديدة، وشنوا حملة كاذبة على برلمان عراقي قادم يمثل طائفة، او قومية واحدة لتخويف الناس.
لا بأس من توضيح نظام القائمة، فالعراق كله دائرة انتخابية واحدة، والناخب العراقي سيذهب الى صندوق الانتخاب، ولكنه لن ينتخب شخصا، او اسما معينا، بل سينتخب رقما، وهذا الرقم يمثل قائمة كاملة، لا يستطيع الناخب ان ينتخب واحدا منها، ويقاطع واحدا آخر، وهذا يعني انه لا يمكن ان تسيطر قائمة واحدة شيعية او سنية او كردية او عربية على البرلمان القادم، ولتوضيح ذلك، نقول انه لو استطاعت قائمة تضم اغلبية شيعية او سنية او كردية الحصول على 40% من اصوات الناخبين العراقيين، وهو رقم كبير، فإنها ستحصل على ما مجموعه 110 اعضاء في البرلمان، وستذهب بقية كراسي البرلمان الى القوائم الاخرى بحسب نسبة الاصوات التي تحصل عليها. وهذا يعني ان العراقي المسلم والمسيحي والكلداني والشيعي والسني والكردي والعربي والعلماني والمحافظ، سيدخلون كلهم الى البرلمان، وهو امر يحفظ التوازن السياسي والاجتماعي، ربما تكون هناك اغلبية لإحدى القوائم، ولكنها لا تكفي لإدارة البلاد بشكل منفرد.
العراقيون لم ينتخبوا منذ خمسين سنة. أول مرة انتخب العراقيون كان في استفتاء على الملك الهاشمي فيصل الاول قبل خمس وثمانين سنة. ومنذ تعيين الملك، وحتى سقط النظام الهاشمي على يد عبدالكريم قاسم 1958، كان للعراق برلمان وصحافة حرة، ثم انتهى كل شيء على يد انقلاب قاسم، وظل العراقيون يحكمون بالحديد والنار، ثم دخلوا نفقا اسود مع صدام حسين.
اليوم ينتخب العراقيون برلمانهم، علينا ان نوجه عيوننا وعقولنا الى الشمال، فالحدث كبير وتداعياته كبيرة، وعلينا ان نمتلك حاسة شم قوية.