فيما يتعلق بما آلت اليه الأوضاع في العراق تحت الاحتلال، لا يجوز ان نسمح للتطورات والاخبار اليومية ان تنسينا الاساسيات، فالعراق لم يكن يملك اسلحة دمار شامل عندما طالبه الرئيس الاميركي بان ينزع سلاحه، ولم تكن له علاقة بتنظيم القاعدة، وبالتالي لم يكن ضالعا في احداث 11 ايلول، ولم تسجل على العراق اية عملية ارهابية خلال عشر سنوات اي منذ اتهامه بمحاولة اغتيال الرئيس الاسبق بوش في الكويت عام 1993، والحرب التي شنتها اميركا على العراق لم تكن شرعية كما اكد الامين العام للامم المتحدة، والاميركان لم يدخلوا العراق كمحررين بل كمحتلين، وعنوان السلوك الاميركي والبريطاني في العراق يتمثل في الفظائع التي ارتكبت في سجون ابو غريب والبصرة، والارهاب في العراق لم يكن موجودا قبل الاحتلال، ولم يقصد بالحرب على العراق اسقاط نظامه بل اسقاط الدولة العراقية، والمقاومة العراقية ليست ارهابا، وما كانت لتحقق هذا النجاح لولا انها تتمتع بدعم شعبي واسع يوفر لها المأوى والحماية والدعم، وبعض ممارسات قوات الاحتلال تشكل جرائم حرب بالمعنى القانوني. وكان الحصار الاميركي قد قتل مليون طفل عراقي بحجة اسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها، كما تجاوز عدد القتلى من العراقيين خلال الحرب وبعدها ماية الف انسان بحجة تحريرهم من نظام صدام حسين ونشر الديمقراطية بينهم.
هذه هي الاساسيات التي على ضوئها نحكم على اوضاع العراق قبل الاحتلال، وتحت الاحتلال، وبعد الاحتلال، وسنظل نكررها ونعود اليها من وقت لآخر كي لا تشغلنا التفاصيل الصغيرة عن الصورة الكبيرة.
استمرار الوجود الاميركي في العراق لن يحقق الاستقرار الذي كان سائدا قبله، بل يضمن استمرار وتفاقم الوضع الراهن في فقدان الأمن.
ليس امام اميركا خيارات جيدة في العراق، بل انها لا تملك استراتيجية الخروج من العراق بدون اراقة ماء الوجه.
اميركا خسرت الحرب في العراق، وسلطة الاحتلال بجميع اشكالها وواجهاتها ليست الحصان الراهن الذي تجوز المراهنة عليه، فليس لاميركا مستقبل في العراق، وعلينا ان ننظر بعيدا ونفكر في المستقبل.